بيان النصر ومزاعم الهلال
لم يكن بيان النصر الصادر قبل أيام هو الوحيد فهو امتداد لبيان مفصل سبق نشره قبل أشهر قلائل، وبالتحديد في التاسع من أكتوبر الماضي وكان أقل حدة، أبدى خلاله استغرابه من محاولات رئيس اتحاد الكرة ورئيس لجنة الحكام دفاعهم الضعيف عن تقنية الفيديو، مشيرًا البيان لأهمية تطبيق مبدأ العدالة والتنافس الشريف واستخدام التقنية على جميع الأندية على حد سواء، واستشهد بعدد من المباريات التي تعرض لها النصر للظلم وللخشونة المفرطة، والتي نجم عنها الإصابة التي أقعدت أحمد موسى شهرين وجوليانو شهرًا، إضافة لضربات جزاء مستحقة لم يعود لها حكام المباريات لتقنية الفيديو.
بيان النصر الأخير باختصار لم يطلب شيئًا لنفسه فقط، بل طالب بأن تكون العدالة لجميع الأندية دون تفريق وإعطاء كل ذي حق حقه، بعد أن ظهرت للعلن أخطاء كوارثية حرمت فرقًا من نقاط واستفاد آخرون، وأتى مطالباً صراحة اتحاد الكرة بتنحية رئيس لجنة الحكام الإسباني فرناردو تيراسكو بعد أن طفح الكيل واستفحلت الأخطاء وعلى المكشوف بعد الوعود السابقة التي قطعها بجلب حكام النخبة دون أن يتم ذلك، وإحضار حكام أقل من مستوى المباريات والتراجع المخيف الذي أظهرته غرفة تقنية الفيديو والقرارات المتناقضة بشهادة خبراء التحكيم التي استفادت منها فرق وحرمت أندية أخرى من حقوقها، ما أخل بعدالة المنافسة وآخرها الظهور التلفزيوني لرئيس لجنة الحكام وهو يشرح تقنية رصد حالات التسلل بما يسمى
Crosshair لتأتي قاصمة الظهر بعدها بيوم واحد في مباراة التعاون والهلال، ويحتسب الحكم هدف المباراة الوحيد الذي جاء متسللاً بشهادة تيراسكو نفسه في شرحه المتلفز عن الخط الأحمر للمهاجم والخط الأزرق للمدافع، الذي على ضوئه نال الهلال ثلاث نقاط غير مستحقة.
الغريب أنني أجد نفسي عاجزاً عن فهم التركيبة الهلالية وتناقضاتهم العجيبة فيما يدور، فهم يرون أنفسهم الأكثر تضررًا من التحكيم وأنهم عانوا منه في المباريات، وفي نفس الوقت يرفضون بيان النصر ويقفون ضده بكل قواهم الذي هو في الأصل يطالب بإبعاد رئيس لجنة الحكام، كونه صاحب القرار في حضور واختيار الحكام وأخطاء غرفة الفار، فكيف تستقيم شكواهم وتذمرهم المزعوم من التحكيم ورفضهم لبيان النصر ولم أجد من هذا التناقض إلا المثل الدارج: قالوا كيف عرفت أنها كذبة.. قال من كبرها.