مهمّة
في الزمن الكوروني!
- أول القول إن كافة الإجراءات والتدابير الحكومية السعودية لصدّ هذا الوباء ومقاومته، مفخرة حقيقيّة، وتحصينات دفاعيّة تُدرّس، ويُقاس عليها، كلّما أرادت الدنيا معرفة المقصود حقًّا بالإرادة وتحمّل المسؤوليات بفهم مُسبق وشجاعة نادرة وتصرّف سريع وحاسم إلى أبعد حد. مع شفافية خالصة، ووضوح جدير بالثقة المتبادلة!.
- كل ما علينا هو تتبّع الأخبار من مصادرها الموثوقة في هذا الوطن العظيم، والالتزام بالإرشادات المُرسلة رسميًّا، والابتعاد عن الشائعات، وعن “لقافة” رسائل الواتساب!، وبعيدًا، إلى أبعد حد، عن المزايدات خائبة الفهم والرجاء، التي يتبجّح بها بعضهم ممّن يتعاملون مع هذا الوباء وكأنه ضد الدّين!. ومع الإجراءات الاحترازية العظيمة، التي هي من صميم مقاصد الشرع، وكأنها ضد الشرع وخلاف مقاصده!.
- محاولة كسب أعداد جديدة من المتابعين، أو الحصول على أكبر قدر من المشاهدات والتفاعلات، ليس هذا وقته أبدًا!. في مثل هذه الكوارث ليس أسهل من أمرين: الشائعات، والكلمات التي لها من الخارج شكل التبتّل الدّيني وهي من الداخل جوفاء غبيّة، ويمكن لها تقويض جهود مكافحة جبّارة!.
- إن كان لا بدّ من لغة إنشائيّة لإبراء الذمّة فلتسقط كل الحِيَل اللغويّة الأخرى!.
- الصحافة، بل الإعلام عمومًا، مقيّد بالتزاماته المهنيّة والوطنية والصحيّة، ويجب عليه أن يتمسّك بذلك إلى أبعد حد في هذا الشأن هذه الفترة!. ولسوف يُنقِص ذلك من وهج المنافسة!.
- نقل الأخبار من مصادرها حرفيًّا مهم. بهذا ستكون مساواة بحس “اشتراكي!” يقتل الطموح!. أظن أن على الإعلام، وأخصّ أساتذتي وزملائي من كتّاب الصحافة، التفكير بلعب أدوار جديدة، تتناغم مع الحدث المهم!.
- الأمر يلزمه بعض تنازلات!. الحقيقة أنها ليست تنازلات بالمعنى السلبي. مهمّة الصحافة ثلاثيّة: تغطية.. توعية.. وتسلية!.
- وبما أنني ممّن يرون أن المهمّتين الأولى والثانية في هذا الكرب العالمي صارتا من اختصاص الدولة، وكل ما يمكن عمله إعلاميًّا الآن هو النشر. وبما أن الناس لزمت، أو يراد لها أن تلزم، بيوتها قدر الإمكان، فإنني ممّن ينصحون بإعلاء شأن المهمّة الثالثة: “التسلية”!. والترفيه عن الناس قدر الإمكان وحسب القُدرة!. واعتبار ذلك مهمة وطنيّة نبيلة وشريفة.. وهذا وقتها!.
- كيف؟! لا أدري!. أنا أقل بكثير من الادعاء بخفّة الظّل، مع ذلك أعد بالمحاولة!. لكنني أرى أنه من واجب الصحافة والإعلام عمومًا، توفير مواد مسليّة للناس، ولو بغرض التسليّة والترفيه فقط، لتأمين أوقات منزليَّة ممتعة للناس في بيوتهم!.
- أظن أنه على كتّاب الزوايا تقليل الأسطر!. بذلك يتسنّى للناس التنقّل بين كتابة وأخرى بيسر!. وعلينا أن نكتب أشياء طريفة وحكايات مسليّة قدر الجهد والإمكان والموهبة وزخم الذاكرة!.
- وإنْ كان “أنطون تشيخوف” يُعَدّ إلى اليوم، وإلى ما بعد اليوم، أعظم من كتب القصّة القصيرة، فإن علينا تذكّر أنه بدأ هذه الرحلة في العمل بمطبوعة نهجها التسلية، وشرطها الوحيد أن يكتب أشياء طريفة، مضحكة!.
- تقولون: وحضرة جنابك؟!. وأقول: فاقد الشيء لا يعطيه، ومع ذلك سأحاول!. مع أن فاقد الشيء قد يُساهم في إيجاده إن هو طلبه وامتدح أهميّته، وفي ذلك بذلت جهدي!.