الدّعشنة فيروس أيضًا!
ـ تابعت كثيرًا من الرسائل، والفيديوهات، التي تُعَنْوَن، أو يبدؤها أصحابها بقول: “كلام مهم عن كورونا”!. بعد أكثر من خمسين قطعة من هذا النوع تقريبًا، على مدار أيام، اكتشفت أن لا طاقة لي بكل هذا الهذر!. الجيّد مكرّر والجديد بلا معنى!. توقّفت عن ملاحقة ومتابعة مثل هذه الفقرات!. أكتفي يوميًّا بالتوجيهات والإرشادات والإحصاءات الرسميّة. فيما عدا ذلك، لا يوجد “كلام مهم عن كورونا” سوى: اكتشاف لقاح فاعل ومباشرة استخدامه!. كل ما عدا ذلك من كلام مهم، ليس مهمًّا!.
ـ كل المدرّسين، والمدرّسات، الذين اشتكوا لي سابقًا من شغب أطفالي، كانوا يكذبون!. هذه الإجازة الإجبارية في البيت، أكدت لي أن هؤلاء المعلّمين والمعلّمات، إنما كانوا يجاملونني!. وربما، حفاظًا على مشاعري، فإنهم كانوا يكتفون بالتلميح من بعيد عن حقيقة الأمر!. المسألة تعدّت الشغب بكثير!. ولا أدري، حقيقة، كيف احتمل هؤلاء الأساتذة كل هذا الذي يستوجب شكرهم عليه والاعتذار منهم بسببه!.
من يشعر منكم بشعوري هذا، يقول!، لا يستحي!، عادي!، السالفة “لاصَتْ”!.
ـ منسوبو وزارة الصحّة، ورجال الأمن، وكل من يتواصل بحكم عمله مع الناس هذه الأيام، وبالذات أولئك الأبطال الذين يكون تواصلهم قائمًا، وضروريًّا، مع مرضى كورونا، أو مع الحالات التي يمكن لها بدرجة كبيرة أن تكون مصابة بهذا الوباء، لهؤلاء نقول: شكرًا، نقولها صادحةً ومن قلب القلب. ونؤكد لهم جميعًا، أننا نعرف مدى تضحياتهم، بل مدى تقلّب حياتهم الاجتماعية والأُسريّة!.
حتى جندي الحرب، على عِظَم ما يُقدّم، إلا أنه حين يعود لبيته وأهله فإنه يتلقّاهم، ويتلقّونه، بالأحضان!. ويعيشون لحظات سعادة غامرة بعودته سالمًا، وقد دافع عن وطنه ورفع رؤوس أهله وذويه. أبطال معركة “كورونا” ليس لهم من هذا العناق، ولا من سعادة الأهل بعودتهم، شيئًا!. ذلك أنهم يظلّون محط ريبة منهم وعليهم فيما يخص هذا المرض!. لهم جميعًا نقول: هذه أشرف ريبة عرفها الإنسان في إنسان!. سلمتم. حفظكم الله وأعانكم ونصركم أيها العظماء!.
ـ إن ثَبتَ أن فيروس كورونا مُصنّع فعلًا، وللغرض الذي هو عليه اليوم بالذّات، فالمصيبة أكبر بكثير ممّا نظنّ!. ذلك لأن الله سبحانه لم يجعل من طبيعة الطبيعة أن تتهوّر وتنفلت من عقالها إلا على فترات متباعدة!. الطغيان ليس من طبيعة الطبيعة.
الإنسان كلّا!: “كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ”!.
ـ الدّعْشَنة فيروس أيضًا!. ويتطوّر!. وأظنه في واحدة من قفزاته التطوريّة، أصاب ذلك المهووس بالشهرة وبزيادة عدد المتابعين، والذي راح يصوّر نفسه وهو يشرب “الدّيتول” في متجر التسوّق، يشربه على جرعات مؤكدًا على تلذّذه بنكهته!.
ـ أخيرًا يا أحبة: محاصرة كورونا فكريًّا لا تقل أهميّةً عن محاصرته ماديًّا!. علينا أن نتذكّر دائمًا أن المصاب بكورونا مريض، مجرّد مريض، لا هو مُدان ولا مُتّهم!.