العب بالمناديل وانس العالم
جاءت رسالة وزير الصحة البريطاني مفاجأة للوسط الرياضي، عندما قال “بالنظر إلى التضحيات التي يقدمها الكثير من الناس، بما في ذلك بعض زملائي في الخدمة الصحية في بريطانيا، الذين قدموا أقصى التضحيات للذهاب إلى العمل وأصيبوا بالمرض وماتوا للأسف، أعتقد أن أول شيء يمكن أن يفعله لاعبو الدوري الممتاز هو تقديم مساهمة، بخفض الأجور والقيام بدورهم”.
ردت رابطة اللاعبين المحترفين بقولها “نحن نقبل تمامًا أن اللاعبين يجب أن يكونوا مرنين ويتقاسموا العبء المالي لانتشار الفيروس، من أجل تأمين مستقبل طويل الأجل لناديهم بل وللعبة بشكل عام”.
كل ذلك يأتي بعد قرار لاعبي برشلونة وعلى رأسهم ميسي بخفض رواتبهم 70% . وتلى ذلك عدد من الأندية العالمية التي خفضت رواتب اللاعبين بنسب متفاوتة.
في السعودية شاهدنا تفاعل عدد من اللاعبين مع التحديات العالمية باللعب بالمناديل وأداء التمارين مع الأولاد “الله يصلحهم”، وغيرها من الأنشطة “الكيوت” على غرار ميسي، ولكننا لم نشاهد مبادرة واحدة من لاعب سعودي للتبرع لمن تأثر دخلهم بسبب توقف نشاط كرة القدم.
يبقى لاعب كرة القدم في السعودية معزولاً عن ما يحدث في الشارع.. يعيش في عالمه الخاص مع متابعيه ومحبيه دون تفكير في الأدوار، التي يمكن أن يساهم بها في خدمة المجتمع الذي أعطاه الكثير. المبادرات التي يجب القيام بها هي:
ـ دعم العاملين في الوسط الرياضي من غير اللاعبين الذين انقطع مصدر دخلهم الأول، بسبب توقف الدوري.
ـ دعم اللاعبين في الدرجات الأولى والثانية والثالثة الذين تأثر دخلهم مع هذه الأزمة.
ـ أيضًا يجب أن يفكر اللاعب في ناديه من خلال تخفيض راتبه على الأقل 30% . فالأندية ستفلس إذا استمرت في صرف مرتبات اللاعبين دون عائد من النقل التلفزيوني أو التذاكر وربما من الرعاة.
إذا كان اللاعبون في العالم وافقوا على خفض رواتبهم بنسب تصل إلى 70% في دول تقتطع فيها الضرائب 50% من دخل اللاعب، فإن اللاعب السعودي الذي يتمتع بدخل صافٍ بلا شوائب ولا ضرائب أولى بالتبرع من أجل ناديه وكرة القدم.. أم أن نغمة “رزقي ورزق عيالي” التي سطحت الفكر في كرة القدم السعودية ستنتصر. انسَ العالم وكمل سنابك.