رمضان بشكل مختلف

لعلها المرة “الأولى” التي نعيش فيها شهر رمضان بطريقة مختلفة..
ـ في العصر “الحديث” الذي نعيشه لا أذكر أن رمضان “مر” علينا في عقود مضت مثلما “سيمر” هذا العام..
ـ يمتاز شهر رمضان عن غيره من شهور السنة بأنه شهر “حركة وبركة” يتفاعل فيه الناس مع بعضهم وتتحرك الأسواق نشاطاً وتكتظ المساجد بالمصلين ونختتم رمضان بعيد الفطر الذي يلم شمل الجميع..
ـ حتى غير المسلمين يعيشون هذا الشهر بشكل مختلف و”يتضامنون” مع المسلمين ويشاركونهم الفرحة بدءًا من “التهنئة” بحلول الشهر مروراً بعدم “المجاهرة” بكل ما يخدش الصيام انتهاءً بمشاركتهم للمسلمين “فرحة” عيد الفطر المبارك..
ـ خلال رمضان تجتمع الأسرة “على الأقل على مائدة الفطور” وخلال رمضان تزداد أعمال الخير ومنها “مائدة إفطار صائم” التي كانت تقام بكثافة قرب المساجد يستفيد منها المسلم “وغير المسلم” في لفتة رائعة تعكس “تلاحم” المجتمع وحرص “المقتدر” على توفير الطعام “لغير المقتدر”..
ـ أما المساجد فتشهد خلال شهر رمضان توافد أعداد كبيرة من المصلين لم تكن تؤدي الصلاة في المسجد في غير شهر رمضان ربما لسبب ارتباطات العمل أو لإيمانهم بمضاعفة الأجر لأداء الصلاة في المسجد خلال شهر رمضان..
ـ حتى صلاة التراويح يقبل عليها المسلمون “رجالا ونساء” في مشهد لا يتكرر إلا في شهر رمضان ويلتقي “سكان الحي” خلال صلاة التراويح ويتعارفوا على بعضهم “إذا كانوا لا يعرفون بعضهم” أو يطمئنون على بعضهم إذا كان هناك معرفة سابقة..
ـ هذا العام سيكون رمضان “مختلفاً” بسبب فيروس كورونا بدءًا من “التهنئة” بالشهر، إذ “سيجبر” الناس عليها عبر “الهاتف”، إذ لا مجال للقاء مباشر بسبب “الحجر الصحي”..
ـ حرمان الناس من التهنئة “المباشرة” ستنتقل أيضاً إلى حرمانهم من موائد الإفطار “الجماعية” التي اعتادوا عليها خصوصاً وجبة الإفطار التي كانت تمثل فرصة لالتقاء كل أفراد العائلة حتى البعيدين منهم في علاقة القرابة “أرحام وأنساب”..
ـ المساجد التي “اعتادت” أن تشهد اكتظاظاً بالمصلين الذين يحضرون معهم الماء وربما المرطبات “خارج المصلى” لمعاونة المصلين على مكافحة الحر و”تعويض” السوائل التي فقدها الجسم بسبب الصيام ستكون “أي المساجد” خالية من الناس وسيكتفى بأداء الأذان وربما الصلاة والتراويح من قبل الإمام “فقط”..
ـ هكذا سيكون رمضان “هذا العام” وعلينا أن نتقبل الأمر “ونتقيد بالتعليمات” من أجل صحتنا جميعاً..