2020-05-26 | 00:47 مقالات

كورونا ليس العلاج يا تركي

مشاركة الخبر      

عندما يكتب الدكتور تركي العواد عن الإعلام الرياضي يجب أن تتنفس كل حرف كتبه، لأنه ولد من رحم الرياضة ويعرف أدق تفاصيلها، كان لاعباً دوليًا وحاميًا لعرين الهلال.
كل شيء في كرة القدم يعرفه من غرفة الملابس وأسرارها إلى مذاق البطولة وحسرة الخسارة.
لم يكتف الزميل الدكتور تركي العواد من تشرب كرة القدم من خلال سنوات طويلة عاشها في المستطيل الأخضر، بل عزز خبرته الرياضية متخصصاً في الإعلام أكاديمياً يحاضر للطلاب داخل قاعة الدرس عن فنون هذه المهنة وأخلاقياتها.
في صحيفة الرياضية أمس الإثنين نشر مقال عنوانه “صحافة كورونا”، كتب الزميل الدكتور تركي العواد بالنص:
“في الإعلام الرياضي نحن بحاجة إلى مراجعة خطابنا، فالكذب والتضليل والحمية للنادي يجب أن تصبح من الماضي. أخلاقيات الصحافة بحاجة للاحترام والتقدير. عندما تدرس الصحافة تجد فصلاً كاملاً عن أخلاقيات الصحافة في كل مادة، فلا صحافة بلا أخلاق. الصحفي مثل الطبيب والمحامي، بلا أخلاق يصبح خطيرًا جدًّا على المجتمع. يجب أن نتعلم الحياد والموضوعية والمصداقية.. ونتوقف عن التشهير ونحترم الخصوصية. الخطاب التحريضي ضد الأفراد والكيانات انتهاك صارخ لكل الأخلاقيات. العدل والمساواة والمسؤولية الاجتماعية مبادئ أساسية في مهنة المتاعب. الغضب والعدائية تملآن ساحات الصحافة الرياضية، الولاء للنادي أكبر من الولاء للصحافة. عندما يتحول الصحفي إلى أداة متطرفة تقصف كل مخالف، فإننا نقف أمام نوع رديء من الصحافة. صحافة الألوان والأندية.. صحافة الحب والكراهية.. صحافة إغاظة الخصوم ليست صحافة محترفة.
هل سنتغير بعد كورونا، أم أن الحجر جعلنا أكثر عصبية؟”.

لا يبقى إلا أن أقول:
لن يتغير وضع الإعلام الرياضي بعد كورونا يا تركي، والسبب أنه نعرف المرض في إعلامنا الرياضي ونعالجه بالمسكنات وليس بوصفة دواء تقضي عليه.
ولأن الزميل الدكتور العواد عضو في مجلس إدارة الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي ومن صناع القرار فيه يجب عليه أن يكون طبيبًا ماهراً ألا يفتح جرح الإعلام الرياضي دون علاجه.
لا يمكن إنكار أن هذا الاتحاد لعب دوراً مهماً في تأهيل كثير من الإعلاميين وعاقب المخالفين بالإيقاف. يا صديقي لا تنتظروا في الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي أن يتحمل كورونا مسؤوليتكم، بل أنتم المسؤولون على أن تكون مهنة الإعلام الرياضي لها أخلاقها وليس كما نعيشه اليوم لا قيم ولا مهنية من بعضهم الذين يشوهون الإعلام الرياضي. هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..