نحذر
ولا نعود
مما لا شك فيه أن الدعم الكبير الذي وجده القطاع الصحي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهما الله ـ، لمواجهة جائحة كورونا جعل القدرات الصحية والجاهزية في أفضل مستوياتها.
فكما أشار وزير الصحة تم توفير أجهزة التنفس الصناعي، وزيادة عدد غرف العناية المركزة، ومضاعفة القدرة الاستيعابية للمختبرات، وتأمين الكشف المبكر، إضافة إلى ما تم اتخاذه من احترازات مبكرة أخرى، كل ذلك أعطى الفرصة للسيطرة على وتيرة انتشار هذا الوباء، الذي وضع أنظمة الصحة العالمية أمام تحديات وصعوبات كبيرة، ورغم ذلك فلقد نجحنا ـ ولله الحمد ـ في تسجيل نسب وفيات وحالات استشفاء من أفضل النسب على مستوى العالم.
الوزير أيضًا أشار إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد الانتقال تدريجيًّا عبر مراحل إلى الحياة الطبيعية، مستندين أولاً على “وعي الناس” بالالتزام بالتعليمات، واتباع سياسة زيادة الفحوصات، وتوسيع القدرات الاستيعابية تزامنًا مع التقييم الطبي المستمر.
إذًا هناك شروط للعودة إلى الحياة الطبيعية من الواجب أن نلتزم بها جميعًا دون استهتار، حتى لا نعود إلى الحظر، وهي تتلخص في التالي:
1. لبس الكمامات.
2. غسل أو تعقيم اليدين.
3. عدم المصافحة.
4. ترك مسافة مترين بيننا وبين الآخرين.
5. الحد من التجمعات.
إن الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن أذهاننا تتجسد في أن الوباء لم ينتهِ بعد، وأن اللقاح الذي يقضي على الفيروس لن يكون متاحًا كما أكد الخبراء قبل نهاية العام أي بعد ستة أشهر.
أما فيما يتعلق بعودة الدوري، فشخصيًّا لا أحبذ ذلك وفق معطيات تضع الإنسان أولاً، كما هو نهج حكومتنا الرشيدة، ولكن ما ألمسه أن اتحاد الكرة ولجانه يستميتون لتدوير رحى الدوري مجددًا، رغم أن ذلك يتنافى مع مبدأ سلامة وصحة اللاعبين والمدربين والإداريين والجماهير، ليس ذلك فحسب بل أيضًا يتعارض مع نجاعة التعامل مع التراجع الاقتصادي العالمي، إضافة لمشكلة عقود اللاعبين والمدربين، ناهيك عن أنها تصيب الموسم القادم في مقتل.
وفي هذا السياق وفي إطار الجهود المضنية لعودة الدوري تعقد اليوم لجنة الاحتراف اجتماعًا لمناقشة تذليل كل صعاب العودة “على الورق، ففي الواقع ذلك شبه مستحيل، وإذا أقر فسيكون له آثار سلبية كبيرة”، عمومًا أختم بالقول لو أن اتحاد الكرة الموقر يقوم بمهامه الأساسية بهذه الحماسة نفسها لحقق نجاحات باهرة.