هروب المولد.. فتشوا عن السوسة؟
هروب اللاعب العائد بعد عقوبة الوقف بسبب المنشطات فهد المولد ومغادرته معسكر ناديه في أبها تكشف لنا ببساطة العقلية الاحترافية للاعب المحلي، وفشله في أكثر من مرة في إثبات تعاطيه مع الأزمات بكل احترافية.
وبعيدًا عن أي سيناريوهات محتملة لما ستؤول إليه الأمور بين المولد وإدارة ناديه، فالخاسر الوحيد عند الجماهير هو اللاعب، الذي تعامل بكل صفاقة مع هذه الأزمة، ولم يقدر أنه عائد لتوه من عقوبة طويلة، وبسبب المنشطات، وأنه كان بإمكانه التعامل باحترافية في المطالبة بحقوقه “إن كان له حقوق” دون اللجوء إلى تلك العنتريات ومغادرة معسكر النادي، بطريقة لا تتناسب مع أي عقيلة احترافية. وكل الهدف منها الضغط على إدارة النادي، واستغلال الظرف الخاص والحرج الذي يعيشه الاتحاد، وهو أسلوب غير لائق، كنت أتمنى أن يبتعد المولد عن ممارسته تلك، خاصة أنه عائد للتو من عقوبة طويلة بسبب تعاطي المنشطات، دفع فريقه ثمنًا باهظًا، خاصة وهو يعاني أصلاً ويواجه مصيرًا مظلمًا للسنة الثانية على التوالي.
ولا أعرف كيف تجرأ فهد المولد على فعلة كتلك، في ظل الظروف العصيبة التي عاشها هو وعاشها ناديه خلال الفترة الماضية، وكانت الجماهير تترقب عودة قوية له بعد الإيقاف، ولكنها تفاجأت بهروبه في أبها.
وللأسف الشديد لم ينجح المحترف المحلي والمولد واحد من هؤلاء حتى اللحظة في الإقناع بقدرة اللاعب المحلي على فهم كونه لاعبًا محترفًا، له الحق في المطالبة بمستحقاته، دون اللجوء إلى أسلوب عفا عليه الزمن بالهروب من المعسكرات.
الغريب أن اللاعب فهد المولد لم يكتف بتصرفه، وهروبه من المعسكر، بل دخل في تجاذبات إعلامية مع إدارة ناديه أعقبت البيان الصادر من النادي، وهو ما يؤكد عدم قدرة المولد على استيعاب كونه لاعبًا محترفًا له حقوق وعليه واجبات، وهناك خطوط يجب ألا يتجاوزها، في كل الأحوال .
الجماهير الاتحادية، بعد كل ما فعله المولد في أحلك الظروف، هل ستكون قادرة على المراهنة عليه مستقبلاً، أم أنها ستواصل التفتيش عن “سوسة” الأندية وإلصاق التهمة بهذا النادي أو ذاك، وكونه المتسبب الوحيد في إفساد علاقة المولد مع ناديه كما فعل مع غيره، وأن المستحقات التي يتحدث عنها المولد الآن ما هي إلا مجرد “شماعة” للهروب الكبير مستقبلاً.
كل شيء أصبح جائزًا، والأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت سواء في الاتحاد أو الأهلي، والسوسة واحدة.