الخبير الإنجليزي في تطوير لاعبي النخبة يحدد مراحل صناعة النجوم جون:
احتراف السعوديين صعب
مارس الإنجليزي راسيل جون، خبير تطوير لاعبي النخبة، لعبة كرة القدم ونال تدريبًا أكسبه ثقافة رياضية عالية، إلى جانب تسلحه بالعلم في مجالي القيادة والتطوير.
واتجه جون إلى عالم الأعمال مستثمرًا شغفه بكرة القدم في نشاطه الخاص، الذي ركز فيه على تطوير المواهب ابتداءً من العمل في أكاديمية نادي ويمبلدون، لينتقل بعد ذلك إلى أروقة ليستر سيتي وساوثهامبتون الإنجليزيين.
وساهم الخبير الإنجليزي في تطوير مواهب العديد من نجوم كرة القدم في العالم، من أبرزهم جاريث بيل وجيفري شلوب وثيو والكوت، وغيرهم من اللاعبين المتميزين.
وفي حواره مع “الرياضية” رأى راسيل جون، أن احتراف اللاعبين السعوديين خارج السعودية أمر صعب نظرًا لقيمتهم العالية.
01
أكثر من 16 عامًا من الخبرة في دعم برامج لاعبي النخبة والتطوير.. ما سر توجهك إلى هذا التخصص بالتحديد؟
لقد دفعت لهذا العمل، حيث كنت لاعب كرة قدم معروفًا، وتعلمت من ثقافة تدريبية إنجليزية شهيرة، واتجهت إلى عالم الأعمال حتى نلت فرصة للتطوير في الأكاديميات من خلال فريق ويمبلدون، أحد أندية دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، وكان عملي الأول مع اللاعبين تحت 15 عامًا، بعدها عملت من خلال مشروع لوقت قصير في أستون فيلا، ثم حصلت على وظيفة رئيس التعليم في نادي ليستر سيتي، وعملت في هذه الوظيفة أربع مرات على امتداد سبعة أعوام، لكن لم أكن على ما يرام حينها، لأن النظام في إنجلترا لم يكن جيدًا في ذلك الوقت، لذا لم أتمكن من عمل التأثير الكافي، وقررت الرحيل وبدء العمل في الاستشارات لتطوير اللاعبين، وفي الوقت نفسه تطوير المجتمع مع مالكوم فريم، رئيس علم النفس في ساوثهامبتون، الذي بقي في منصبه، وبالنسبة لي استمر عملي الخاص في استشارات التطوير من خلال عقود أبرمتها مع ليستر سيتي وغيره من الجهات الأخرى، كما حدث عندما أتيت إلى السعودية.
02
هل يمكنك أن تخبرنا عن أشهر اللاعبين الذين عملت على تطويرهم وأصبحوا الآن نجومًا في ملاعب كرة القدم العالمية؟
بالطبع، في نادي ليستر سيتي هناك العديد من اللاعبين العالميين مثل جيفري شلوب،
وآندي كينج، وثيو والكوت، وأليكس تشامبرلين، وآدم لالانا، وخلال عملي مع ساوثهامبتون مع مالكوم فريم عملنا بشكل مباشر على جارث بيل وجميع لاعبي ساوثهامبتون الذين وضعنا لهم برامج تطويرية، وتمكنا من المساهمة في تطوير ثلاثة من أفضل اللاعبين من خلال التنظيمات الخاصة، ولدينا الكثير من اللاعبين الذين نعمل على تطويرهم في صناعة كرة القدم، وهذا التحدي يحتاج إلى العمل الجاد والصبر ولا بد من ملاحظة التغيير لأن الأمر يصبح غريبًا عندما تسير الأمور بشكل بطيء جدًّا.
03
وكم كانت أعمار هؤلاء النجوم عندما بدأتم العمل عليهم؟!
الأعمار كانت متفاوتة، إلا أنها في المجمل كانت تتراوح بين 16 و20 عامًا.
04
عندما تتعاقد مع نادٍ جديد ما الهدف الرئيس الذي تعمل عليه في عملية التطوير؟
الموضوع والهدف الرئيس تطوير ثقافة الأداء، وحقيقةً المنافسات اليوم تتطلب إيجاد مواقع أفضل للاعبين الشباب وتمكينهم من بذل أعلى طاقة ممكنة لخدمة أنديتهم لأطول فترة، لذا نعمل جاهدين لمساعدة اللاعبين الشباب على تقديم الأفضل دائمًا.
05
في رأيك.. ما أفضل سنٍّ للاعب من أجل البدء في تطويره عبر برامجكم؟
لدينا برامج لفئات عمرية عدة، وأعتقد أن عملية التطوير يفترض أن تبدأ باللمسة الخفيفة للاعبين الذين تتراوح أعمارهم من سبعة إلى ثمانية أعوام وربما تسعة أعوام، وبعد ذلك يزداد العمل التدريجي عليهم حتى تصل أعمارهم إلى 12 أو 13 عامًا، لأن الشباب يتطورون سريعًا في هذه السن بطريقة غير رسمية، وإذا اكتسب اللاعب عادة سيئة في هذه السن فمن الصعب جدًّا تغييره وتغيير عاداته.
06
هل لديك أي فكرة مسبقة عن كرة القدم في السعودية بشكل عام؟
عملي محدود في الشرق الأوسط، لكن أعلم أن هناك دعمًا لا يصدق لمنافسات كرة القدم في السعودية، ويعد من الأعلى على مستوى العالم، وسط متابعة عالية لديكم.
07
في عام 1988 حقق المنتخب السعودي للناشئين كأس العالم لكنه لم يستطع تكرار هذا الإنجاز.. في رأيك ما الذي يحتاج إليه لاستعادة النجاح؟
أعتقد أن عليكم تفعيل برامج تطوير الأداء بشكل أكبر لتحقيق النمو والتصاعد الكافي، إضافة إلى تطبيق نظام محكم يضبط جميع الأمور التي تدور حول كرة القدم، ويعمل على الاستدامة والاستمرارية في العطاء والتطور للوصول إلى الهدف بثبات من خلال الحضور إلى كأس العالم في أعلى درجات الجاهزية.
08
تركزون في برامجكم على عقليات اللاعبين.. كيف يتم التأثير في عقلياتهم خاصة أنهم من بيئات مختلفة وعقلياتهم متفاوتة؟
من المهم جدًّا أن تبدأ ثقافة الأداء في سن مبكرة، ولذلك عندما تبدأ عقليات اللاعبين في التغيُّر الطبيعي نكون قادرين على دعمهم وإرشادهم نحو الطريق الصحيح بإعلامهم بالمخاطر التي قد تؤثر في مسيرتهم، إضافة إلى تحفيزهم بأفضل الطرق للتخطيط والوصول إلى أهدافهم.
09
هل لديكم أساليب أو نماذج تحليلية معينة تعتمدون عليها في عملكم على التطوير؟
نعم نهتم باستخدام أسلوب PPA وHPTI، ونبدأ في استخدام هذه الأساليب لتحليل أداء اللاعبين من سن التاسعة، وتساعدنا كثيرًا في التطوير الدقيق بشكل أسرع.
10
في تعاقداتكم.. من المسؤول عن تحديد الأهداف والنتائج؟ وهل تطرحون مقترحاتكم أم تطلب منكم الأندية تحقيق أهداف معينة؟
توجد مرونة عالية في الأمر لأن كل منظمة أو لاعب أو نادٍ يختلف عن الآخر، وعلينا النظر في المقام الأول إلى حقيقة المكان أو الشخص المستهدف تطويره، وبناءً على ذلك نكيّف النموذج الذي نعمل عليه لمسايرة الحقيقة والوصول إلى الهدف المتفق عليه.
11
كيف ترى الجانب الاستثماري فيما يتعلق بتطوير اللاعبين الصغار في إنجلترا؟
في إنجلترا اللاعب الموهوب الذي يمتلك المهارات قد يصل سعره إلى 50 مليون جنيه إسترليني في عالم الاستثمار.
12
تبذل وزارة الرياضة السعودية لدينا جهودًا كبيرة لتطوير اللاعبين من خلال ابتعاثهم.. كيف ترى فرصة اللاعبين السعوديين في دخول سوق الاستثمارات؟
وضعكم مختلف جدًّا لأن لاعبيكم يتقاضون مبالغ جيدة جدًا مقارنة بالمواهب في الدول الأخرى، لذا تجد من الصعب أن يغادر اللاعبون السعوديون للاحتراف خارج السعودية بسبب القيمة التي يحصلون عليها في الدولة نفسها، لكن أعتقد إذا صارت برامج التطوير للاعبين حتى سن 12 عامًا فربما يتغير النظام ويساهم في وجودهم بشكل أفضل في سوق الانتقالات.
13
هل ترغب في العمل في السعودية؟
هذا أمر صعب جدًّا لأني أركز على أعمالي الخاصة في المملكة المتحدة، ولكن سأكون سعيدًا بزيارة السعودية مرات أخرى.
14
هل تواجه صعوبات في عملك مع إدارات الأندية واللاعبين؟
الأندية واللاعبون يدركون تمامًا معنى التعاون للوصول إلى الهدف الذي تم الاتفاق بحثًا عن تحقيقه، وغالبًا تكون الأمور واضحة في العقد، لذا يكون الاهتمام منصبًا على العمل الذي نقضي فيه وقتًا ممتعًا.
15
هل تجد تعاونًا من عائلات اللاعبين؟
ليس شائعًا، بسبب وجود بعض اللاعبين بعيدًا عن عائلاتهم ومع ذلك التعاون بين العائلة والنادي أمر مهم جدًا لأن العائلة جزء من التطوير.