يا حليلهم
أُسدل الستار على ماراثون ملعب جامعة الملك سعود ونجحت شركة الوسائل السعودية في تقديم عرضها الأعلى، وأصبح لديها حرية التأجير والاستثمار لعشرة أعوام قادمة بعد صبر وترقب طالت مدته، لكن في النهاية “ما يصح إلا الصحيح”.
المراقب للمشهد يرى أن الأرقام التي قدمت له مُبالغ فيها مقارنة بالرقمين السابقين التي استثمرت فيها الجامعة، بدءًا من نادي المجزّل بتمير بما لا يزيد عن 250 ألفًا، والذي خاض فيه التدريبات فقط كأول نادٍ، أو شركة صلة وتعاقدها بمبلغ لا يتجاوز 4 ملايين، ليصل في العقد القادم إلى نحو 265 مليون ريال للأعوام العشرة القادمة.
ولأن المستثمر الذكي، ولا أقصد بذلك الكتاب الذي فاقت شهرته الآفاق في عالم الاستثمار، بل مسؤولي شركة الوسائل الذين وضعوا ثقلهم في الظفر بالملعب ودرسوا الجدوى الاقتصادية وكيفية إدارتها بالشكل المربح، من خلال كافة أوجه الاستثمار واسترداد أرقام التكلفة وفق أساليب متطورة بالإمكان تنفيذها سواء في إدارة الملعب والمباريات التي تقام عليه أو الفعاليات والمناسبات التي يحتضنها أو الإعلانات كإحدى خطط واستراتيجيات التسويق سواء التقليدية منها أو الرقمية، والتي سيكون لها أثر كبير كونها تعتمد على المنصات الإلكترونية بكافة أنواعها وبتكلفة أقل، وهو ما أشارت إليه في تغريدة لها بما نصه: “قريبًا حكاية جديدة وتجربة رقمية جديدة”، عدا تلك الإعلانات غير المباشرة التي سبقت الملعب من المديح الذي واكبه في الأعوام الماضية، مما مهد لجذب المتابعين واعتباره أحد أيقونات الملاعب وغيرها من الطرق والأساليب المتوقعة لأن يكون منشأة ربحية.
المؤكد أن شركة لها باع طويل يمتد لنحو 40 عامًا، وتملك من العقول الاقتصادية والاستثمارية والأعوام الطويلة من الخبرة والتمرس في الميدان، لن تقدم على هذه الخطوة دون تلمسها طريق النجاح، ولن تكون عاجزة عن تقديم عمل احترافي مواكب للمرحلة المقبلة، لتكون فاتحة خير للجامعات الأخرى التي لا زالت في سبات عميق لاستثمار منشآتها الرياضية بصورة أكثر جدية واهتمام، لنشاهد عشرات الملاعب بجمالية ورونق محيط المتعة، والذي حتمًا سيكتسي لونًا براقًا وعملًا أكثر جذبًا وفخامةً وتشويقًا، أما المجاريح من هواة التقليل والانتقاص فلم يقفوا مكتوفي الأيدي فقد مارسوا بطريقتهم الخاصة البكائيات وشيئًا من الفكاهيات التي انتشرت في أعمدتهم وتغريداتهم مع وداعية آخر موسم يجمعهم.. ويا حليلهم!!