2020-09-04 | 01:15 منوعات

دخل قبل الجائحة.. اضطر إلى البقاء.. ووصل المدينة المنورة على الأقدام
بسبب كورونا.. رحالة مغربي يستكشف السعودية

صورة التقطت للمغربي غلام ياسين خلال رحلته سيرًا على الأقدام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.. وإلى اليسار صورتان التقطتا له في وادي رمّ في الأردن ومع مسنٍّ في محمية سيرينجيتي في تنزانيا (صور خاصة بالرياضية)
الرياض ـ بشير صالح
مشاركة الخبر      

أتم المغربي غلام ياسين، الرحّالة الشاب، أكثر من 8 أشهر منذ وصوله إلى السعودية، التي طال توقّفه فيها لتأثر حركة السفر بين البلدان بسبب جائحة كورونا.
نتيجة لذلك، حوّل صاحب الـ 34 عامًا أزمة الفيروس المستجد إلى فرصة للتجول بين مزيدٍ من مناطق البلاد، حسبما شرح لـ “الرياضية” التي التقته في العاصمة.
بدأ بحقل شمالًا، بعد دخوله بدراجة هوائية من الأردن. وصل، لاحقًا، إلى ينبع والمدينة المنورة، ومنها إلى مكة المكرمة، قبل أن يعود، سيرًا على الأقدام، إلى المدينة.
وأوضح “قررت السير على قدميَّ من مكة إلى المدينة، قطعت 513 كيلومترًا في 21 يومًا، وكان برفقتي أرجنتيني، أسلم حديثًا، وهندي، توقعت إتمام الرحلة في 8 أيام، لكنها طالت لاستضافتنا من قِبَل سكان القرى”.
زار ياسين، أيضًا، العلا، وخيبر. واتجه إلى مدن جنوبية عدة. مرَّ على تنومة، بلسمر، بلحمر، وجيزان، رجال ألمع، وهو الآن في أبها. بالعودة إلى البداية، أفاد ياسين بانطلاق جولته الأفرو آسيوية من الدار البيضاء، مدينته، في يناير 2017. وجهته الأولى كانت موريتانيا، التي نزل منها على غرب إفريقيا كاملًا بالدراجة، وصولًا إلى مدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا. منها إلى مصر، مرورًا بمحطات بينها إثيوبيا والسودان، ثم إلى آسيا، بدءًا بالأردن، تلتها السعودية، التي استخرج تأشيرة دخولها من السفارة في القاهرة.
يلجأ ياسين، أحيانا قليلة، إلى السيارة، والسفينة، والطائرة. وينفق على هوايته من عوائد أعمال مؤقتة، في بعض البلدان التي ينزل فيها، من قبيل تعليم اللغتين الإنجليزية والفرنسية، والغطس، والطبخ في المطاعم، وتعديل الفيديوهات.
وظيفته الأصلية تقني متخصص في الصيانة الإلكترونية للقطارات. لكنه احتاج، بجانب الأعمال المؤقتة، إلى دخلٍ من موقع “يوتيوب” الإلكتروني، الذي افتتح فيه قناة باسم “مغربي على الطريق”. وردًا على سؤال من “الرياضية”، أبان “أطول مسافة قطعتها دون توقف كانت 200 كيلومتر، على الدراجة، في ساحل العاج، من ياموسوكرو، العاصمة الإدارية، إلى أبيدجان، استغرقت مني يومًا كاملًا، لكن الطقس كان جيدًا”.
وعدّ ياسين مكة المكرمة أكثر مكان آمنٍ زاره. في المقابل، أقر بإحساسه بالخوف، في منطقةٍ في نيجيريا، تعرض فيها إلى حادث سير وإغماءة بسيطة. وعن انطباعه تجاه السعوديين، قال “على الرغم من أنها المرة الأولى لي في بلدهم، إلا أنني لم أشعر بالغربة”، كاشفًا عن تعهُّد أسرة في أبها بالتكفل بنفقات حجّه العام الهجري الجاري بعد العودة من الإمارات، محطته التالية.