مدير الاحتراف السابق يرفض المنصب الجديد.. ويتحدث عن الصفقة الأصعب المسند:
الآسيوي ظلم الهلال
أجبره عشقه للهلال على تجاوز العديد من الصعوبات، وتولي مسؤولية أحد أهم الملفات في إدارته، وهو ملف الاحتراف الذي أجاده وبرع فيه، وساعد من خلاله ناديه على إبرام العديد من الصفقات المؤثرة، وليس هناك ما يؤكد براعته أكثر من استمراره في العمل داخل أروقة النادي مع 7 إدارات تعاقبت على رئاسة الهلال، وهو من الأمور نادرة الحدوث.. تركي المسند، مدير الاحتراف السابق في الهلال، كشف لـ “الرياضية” في ثنايا هذا الحوار، عن العديد من الملفات والأسرار الخاصة بانتقالات اللاعبين، وسوق الانتقالات السعودي، وخفايا تقديم استقالته.
01
دعنا نبدأ من آخر الأحداث.. لماذا تقدمت بالاستقالة من منصب مدير الاحتراف في الهلال؟
العمل في الأندية يتطلب الحضور في مقر العمل لساعات طويلة، خاصةً في فترات التسجيل والأيام الأخيرة منها، التي تستهلك أكثر من 15 ساعة متواصلة في كثير من الأحيان، وهذا له تأثيره السلبي على عائلتي وحياتي الخاصة، فضلًا عن تقديمي للهلال كل ما أستطيع.
02
هل كانت الخطوة مفاجئة وغير متوقعة.. أم حسبت لها حسابًا وتوقيتًا؟
ليست مفاجئة كما تتصور، سبق وقدمتها بعد نهاية موسم 2018ـ2019، إلا أن سامي الجابر، رئيس النادي وقتها، إضافة إلى شخصية أخرى، طلبا مني الاستمرار، ثم حدث تغييرات كثيرة على مستوى الرئاسة، وكل هذا الوقت وأنا على رأس العمل، حتى شعرت بأن الوقت حان لطي هذا الملف.
03
هناك من يقول إن خلافات شخصية ما عجلت باستقالتك.. ما صحة ذلك؟
بالعكس تمامًا، لم تكن الاستقالة بدافع خلاف شخصي أو نحوه، فالحمد لله العلاقة التي تربطني مع فهد بن نافل رئيس النادي وعبدالله الجربوع الرئيس التنفيذي وأخي الأكبر فهد المفرج، الذي تزاملت معه في عدة إدارات، وكذلك بقية منسوبي النادي كانت طيبة ويسودها الاحترام المتبادل. ولو كان مثل ما ذكرت، لما عرض علي الرئيس البقاء في منصب آخر.
04
البعض يتساءل.. لماذا لم تكمل هذا الموسم على أقل تقدير؟
الاستقالة الثانية التي تقدمت بها كانت في بداية مارس الماضي، وقبل توقف المسابقات بسبب جائحة كورونا، وذكرت في خطاب الاستقالة أن تكون بنهاية مايو على “نهاية الموسم الرياضي”، لكن أتت الجائحة ومن ثم توقفت المسابقات كما تعلم ولم يكن ذلك في مخيلة أي إنسان.
05
كيف رأيت قرار الاتحاد الآسيوي اعتبار الهلال منسحبًا من دوري الأبطال؟
قرار مجحف لسببين، الأول أن الاتحاد عندما أوقف المسابقة في مارس الماضي، ومن ثم تغييره لشكل المسابقة إلى بطولة مجمعة، واقتصار مباريات خروج المغلوب من مباراة واحدة، كان ذلك بسبب ظرف استثنائي وهو وباء كورونا.. لكن كيف يكون الوباء ظرفًا استثنائيًا للاتحاد، استفاد منه في استئناف مسابقته، وبالتالي إنقاذ عقوده التجارية والإعلانية، ولا يكون في الوقت نفسه ظرفًا استثنائيًا للهلال عندما طلب تأجيل بعض مبارياته.
06
وماذا عن السبب الثاني؟
الاتحاد نفسه أصدر قبل استئناف المسابقة لائحة من ست مواد سماها “أحكام خاصة تطبق على المسابقات الآسيوية خلال وباء كورونا”، وهذه اللائحة تخالف قاعدة قانونية آمرة، وهي ما ورد في المادة الخامسة من النظام الأساسي للاتحاد والمادة السابعة من النظام الأساسي للاتحاد الدولي “فيفا”.
07
ما فحوى هاتين المادتين اللتين ذكرتهما؟
المادتان تفرضان الالتزام بقانون اللعبة الصادر عن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “IFAB”، وقانون اللعبة، وبالتحديد قانون 3 الذي ينص صراحة أنه لا يجوز بدء المباراة أو استمرارها إذا كان هنالك عدد أقل من سبعة لاعبين، وهو ما كان متاحًا في المباراة التي عدّها الاتحاد انسحابًا من الهلال.
08
هل كان بإمكان الاتحاد اللجوء إلى بدائل أخرى في حالة الهلال؟
اللائحة التي استند إليها الاتحاد تضمنت مواد تعسفية للغاية، مثل أن وباء كورونا لا يعد ظرفًا استثنائيًا، وهو بخلاف ما اعتمد عليه الاتحاد نفسه لتغيير شكل المسابقة، ومثل أن تأجيل المباراة يُشترط فيه ألا يتأثر جدول المسابقة وهو أمر لا يمكن تصوره، إذ إن أي تأجيل لأي مباراة سيتأثر معه جدول المسابقة. كما أننا لم نشهد مساعي جادة من الاتحاد قبل اتخاذ مثل القرار، وأن يستثني الهلال من “الحالة الاستثنائية” بأي أمر آخر، ليمكنه من الاستمرار في المسابقة والدفاع عن لقبه.
09
ما أسهل صفقة تمت تحت إشرافك.. وما الأصعب؟
بالطبع كل عملية انتقال لها ظروفها الخاصة، لكن صفقة تياجو ألفيس في صيف 2016 هي الأصعب، لأن اللاعب كان مرتبطًا بعقد مع نادي بينابولينيزي البرازيلي، ومعارًا لنادي سونجنام الكوري، وعملية التواصل بين الأطراف كانت صعبة لاختلاف التوقيت بين الدول الثلاث، واستغرقت العملية وقتًا طويلًا أكثر مما كان متوقعًا.
10
ما كواليس بعض الملفات التي لم تكتمل مثل صفقات خالد الغامدي وعوض خميس وعبد العزيز الجبرين؟
الأسباب مختلفة، فمنهم من غير رأيه في آخر لحظة، وهو حق مشروع له طالما أنه لم يلتزم بعقد، وبعضهم التزم بعقد إلا أنه أنهاه بدون سبب مشروع، ولا حاجة في الدخول في التفاصيل.
11
صفقة كويلار أخذت وقتًا طويلًا من المفاوضات.. كيف تم حسمها ولماذا تأخرت؟
التأخير في موضوع كويلار بالتحديد كان بسبب انشغال نادي فلامنجو بمباريات رسمية، وتأخر ورود موافقتهم الكتابية حتى قبل الساعات الأخيرة من إغلاق فترة التسجيل في الاتحاد السعودي.
12
هل تكررت مثل هذه المواقف خلال فترات التسجيل؟
اختلاف المواسم وفترات التسجيل في الدوريات يسبب هذا النوع من التأخير، فعلى سبيل المثال لا الحصر دوريات اليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل تبدأ في بداية السنة الميلادية، بخلاف أوروبا والشرق الأوسط التي تبدأ في أغسطس عادةً.
13
من واقع تجاربك السابقة.. ماذا ينقص سوق الانتقالات السعودي؟
يمكن الاستفادة من الانتقالات بشكل أكبر وأكثر ماليًا في أمور أخرى مثل المساهمة التضامنية، وهو نادرًا ما تجده بين الأندية السعودية.. فبحسب تقرير “فيفا” 2019 بلغت قيم المساهمات التضامنية عن الانتقالات الدولية 63 مليون دولار. ومن الأمور التي تصل إلى مرحلة العدم في السوق المحلية هي وضع شرط يتعلق بالـ “Sell-on Fee” وهو مبلغ يدفعه النادي الحالي للنادي السابق عن بيع عقد لاعبه في المستقبل، بنسبة يتفق عليها، وأيضًا مبدأ المتغيرات المالية التي تتعلق بتحقيق اللاعب لأرقام معينة مع ناديه الجديد.
14
كيف كان التواصل مع لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي؟
لجنة الاحتراف مرت بمراحل عدة، حيث كان التواصل معها في السابق لأغراض تقديم طلبات تسجيل أو إسقاط أو غيره، يتم بالحضور الشخصي لمقر اللجنة خلال ساعات العمل الرسمية، وكان هذا صعبًا على جميع الأندية، خاصة التي تقع خارج مدينة الرياض. لكن بعد أن تولى الدكتور عبد الله البرقان رئاسة اللجنة، استحدث نظام البريد الإلكتروني، ثم أنشأ بعدها منصة إلكترونية للتسجيل. وخلال فترة رئاسة الدكتور خالد بانصر، اعتمدت اللجنة نظام مطابقة الانتقال المحلي الخاص بالاتحاد الدولي، وساهم معيض الشهري نائبه في جلب هذا النظام للجنة.
15
كيف استطعتم إقناع اللاعبين بتخفيض رواتبهم.. وهل كانت لائحة الجزاءات تطبق على كل اللاعبين؟
الهلال أوضح في بيان سابق أن تخفيض الرواتب تم بمبادرة من اللاعبين أنفسهم، تقديرًا منهم جميعًا للظرف الاستثنائي وغير العادي الذي مرت به جميع الأندية على مستوى العالم، كما أن توصية رابطة دوري المحترفين استثنت اللاعبين الذين تقل رواتبهم عن 20 ألف ريال من أي خصم وهو ما تم. أما بخصوص لائحة الجزاءات فهي تطبق على الجميع ودون أي استثناءات، إلا أن النادي لا يعلنها في الغالب لأنها أمور داخلية.