2020-10-11 | 01:46 مقالات

دروس الاحتجاج

مشاركة الخبر      

كانت أبرز أحاديث المجالس والبرامج الرياضية في الأيام القليلة الماضية تزدحم من العديد من الملفات والمحاور كعادة رياضتنا، وما يحيط بها من أحداث وتقلبات وجدليات.. احتجاج النصر ضد بيرسبوليس كان أحد أهم محاور النقاش في تلك البرامج والمجالس، خصوصاً أنه لامس عاطفة الجماهير لكون أحد احتمالاته كانت ستغير من طرف نهائي دوري الأبطال في آسيا..
لم تكن تجربة النصر هي الأولى على صعيد احتجاجات الأندية السعودية، ولن تكون آخرها فقد باتت مفردة “احتجاج” تتكرر على مسامعنا لدرجة فقدت معها هذه الممارسة قيمتها المعنوية وتأثيرها الذهني على المتابع قبل المختص، وذلك بالطبع لا يعني عدم أحقية الأندية في ممارسة دورها المشروع تجاه حقوقها ومطالباتها أياً كانت..
إلا أن ما يحز في النفس أننا في كل مرة نتعامل مع الاحتجاجات لا نستفيد من تجارب الماضي ونبدع في تكرار الأخطاء، وأعني بذلك أخطاء جميع الأطراف سواء على مستوى الأندية أو الجهات المنظمة او الإعلام أو الجماهير، حتى أصبح تكرار الأخطاء أمراً مألوفاً وكأننا لا نتعلم من الدروس الماضية..
فعلى صعيد الأندية لا تزال “معظم” أنديتنا إلا ما ندر تجتهد وتتخبط في قراراتها تجاه حقوقها، سواء المشروعة أو تلك الوهمية التي يقودهم لها ضعف الخبرة أو عدم وجود المختص أو كلا السببين معاً.. فتجد بعض تلك الأندية يصعد باتجاه قضايا لا أصل فيها لحقوقه ويخسر أخرى هو الأحق بها.. والسبب ببساطة هو اعتمادهم على قدرات بشرية أقل من أن تدير وتتابع وتحسم تلك الملفات..
وعلى صعيد الإعلام فإنك تشاهد وتسمع وتقرأ العجب العجاب من “ترّهات” مدعي المعرفة، وأعني بهم تلك الفئة ممن سمحت لهم علاقاتهم وميولهم بالظهور عبر البرامج الرياضية.. الفئة التي لا يتوانى أصحابها عن تقديم رأيهم تجاه مختلف القضايا القانونية، بل يوجهون جماهيرهم المغلوبة على أمرها بتبني آرائهم وكأنها واقع تسير تلك القضايا تجاهه.. أولئك البشر لديهم استعداد للحديث عن أي تخصص ومجال بكل تهور وجرأة فظيعة وفاضحة ومفضوحة، دون اكتراث لاحترام المتلقي أو احترام للمفاهيم والتخصصات والعلم..
أما على مستوى الجماهير فنصيحتي لهم ألا يركنوا إلى الأماني وألا يسلموا عقولهم للمتمصدرين، وأن يكونوا على دراية كاملة بواقع الحالات والقضايا بجميع فصولها، قبل أن يمنوا أنفسهم بقبول هذا الاحتجاج أو رفض الآخر، وقبل ذلك عليهم أن يعلموا أن قوانين الرياضة وأحكامها ليست وجهات نظر أو رغبات، بل أنظمة ولوائح معتمدة..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..