2020-11-20 | 01:35 حوارات

المدرب البرتغالي يكشف عن فلسفته وأهدافه بعد اكتسابه الخبرة
كايشينيا: لاعبو الشباب يحلمون بـ 3 مباريات

حوار: عبد المحسن القباني
مشاركة الخبر      

تعاقدت إدارة نادي الشباب مع بيدرو كايشينيا، المدرب البرتغالي، قبل نهاية الموسم الماضي، لتسليمه عهدة الدفة الفنية، لقيادة الفريق الأول لكرة القدم، بهدف إعادته إلى شخصيته التنافسية التي عرفه جمهوره عليها.
وخرج عدد من جماهير نادي الشباب وبعض المتابعين برأي ينتقد إدارة النادي، بسبب التعاقد مع كايشينيا، على الرغم من قدومه من الدوري المكسيكي وتحقيقه بطولات هناك مع فريقين مختلفين، وزادت الانتقادات على المدرب بسبب طريقة اللعب التي اختارها، ويرون أن الفريق لم يعهدها من قبل.
وسبق لكايشينيا العمل في الملاعب السعودية، من خلال مرافقة بيسيرو مواطنه في نادي الهلال والمنتخب السعودي، وهو الأمر الذي مكنه من وضع تصوره الخاص، حسبما ذكره في حواره مع “الرياضية”.
وأشار مدرب الشباب إلى أن خالد البلطان، رئيس نادي الشباب، منفتح جدًّا، ويعمل معه لتحقيق الرؤية التي اتفقا عليها، موضحًا سبب عقد أكثر من اجتماع مع البلطان قبل التوقيع، وكشف كايشينيا عن ظروف سفره إلى سويسرا لمراقبة حسين عبد الغني قائد الأهلي المعتزل.
01
كيف علاقتك بكرة القدم السعودية؟
كما تعرف علاقتي بدأت منذ أن كنت مساعدًا لجوزيه بيسيرو، مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم سابقًا، قبل 13 عامًا، ثم مساعدًا معه في المنتخب السعودي قبل 10 أعوام. هناك بعض الأمور التي لم تتغير، وأمور أخرى تغيّرت للأحسن بعد هذه الأعوام. بشكل عام أنا أرى أن كرة القدم تغيَّرت في السعودية، البلد نفسها تتغير وكرة القدم تساير هذه التغيرات. وجود دولة منفتحة ومختلفة يعني أن كرة القدم تحتاج أيضًا إلى أن تكون أكثر انفتاحًا ومختلفة عن تلك الطريقة التي تأسست بها.
02
درست برفقة طاقمك في عامي 2009 و2010 الكرة السعودية حيث تابعت أغلب مباريات ذلك الموسم.. ماذا أشارت إليه نتائج الدراسة؟
من نقاط جوزيه بيسيرو، المدرب، الصارمة والتنظيمية تحليل الفرق التي يلعب فيها اللاعبون السعوديون، لكي نتمكن من اختيار اللاعبين للمنتخب السعودي في أيام “فيفا”. وكان جميع اللاعبين يلعبون في الدوري السعودي، باستثناء حسين عبد الغني الذي كان يلعب في سويسرا، وسافرت لمشاهدة مباراتين له هناك واللقاء به.
كنّا نريد أن نقيس تقارب طرق اللعب في الأندية مع الطريقة التي نريد أن نلعب بها في المنتخب السعودي، ونصنف اللاعبين الذين يندمجون مع الطريقة المبتغاة للمنتخب.
03
وما النقاط التي ركزتم عليها في الدراسة؟
أذكر من الدراسة أنها شملت نوعية الإصابات لدى اللاعب السعودي، وعلاقة طريقة الجلوس أو ما يعرف لديكم بـ “جلسة التربيع” بإصابة الرباط الصليبي في الركبة، التي كانت منتشرة بين اللاعبين في السعودية في ذلك الوقت.
طريقة الجلوس تلك لا تجعل ركبة اللاعب مستعدة لتنفيذ حركات تتطلبها كرة القدم. لم نكن قلقين جدًّا بشأن العمل الوقائي في ذلك الوقت، كما هي الحال الآن من أجل منع الإصابات.
وشمل التقرير منافسة دوري المحترفين، وكذلك جدولة الفئات السنية وفكرة حاجة الناشئ إلى عشرة آلاف ساعة، للوصول إلى أعلى مستوى في كرة القدم.
04
لماذا يتفق كثيرون على أن اللاعب السعودي جيد فنيًّا، لكنه متأخر تكتيكيًّا؟
أنا أوافق على أنه جيد جدًّا من الناحية الفنية، فهو يستمد مهاراته من كرة الحواري، ومعظم مهرة كرة القدم من نجوم العالم أتوا من الحواري.
لا نقول إن اللاعبين ضعيفون في المعرفة التكتيكية بل الواجب تعليمهم، والتعلم لا يتوقف عند الإنسان. أعتقد ما هو مهم حقًا هو أنهم بحاجة إلى أن يقتنعوا بهذه الأفكار. هذه منهجية عمل طاقمي ولاحظت أثرها الإيجابي حاليًا، كما لاحظت أثرها في تجاربي السابقة حينما نحلل مبارياتنا جماعيًّا مع الفريق أو فرديًّا مع لاعبين بعينهم.
05
بحسب مصادر “الرياضية”، كررت الاجتماع بخالد البلطان رئيس نادي الشباب قبل توقيع العقد. فما الذي كان يدور في تلك الاجتماعات؟ ولماذا كل هذا الحرص؟
لم تكن كثيرة، كانت ثلاثة اجتماعات فقط، ولأكون واضحًا، إذا أردت أن تلتحق بعمل فعليك أن تكون مقتنعًا به كي تقنع اللاعبين بأسلوب كرة القدم، الذي تريد اتباعه والمستوى الرفيع الذي تطمح إليه، حينما يريد مدرب ونادٍ أن يوقعا عقدًا، فيجب أن يكون هناك توافق بين الطرفين على صعيد الرؤية والمشروع وخطوات تحقيقه والجدول الزمني، وكذلك التواصل لصنع حالة وجدانية مع الأفراد الجدد الذين ستعمل معهم.
لم نناقش المسائل المالية بل مشروع كرة القدم الذي بين أيدينا ومسألة ما إذا كان كل طرف يقبل بالعمل مع الآخر باقتناع.
أقارن مستوى تواصلي الحالي مع تجاربي الأخرى خارج السعودية، نتواصل في الشباب تحديدًا مع الرئيس بعقلية منفتحة ومباشرة، ونناقش بعضنا بعضًا في اجتماع أسبوعي نراجع فيه ما تم ونخطط للأسبوع المقبل، وهذا أمر مهم جدًّا لإنجاح المشروع وتطبيق رؤية النادي. ما أخلص إليه هو أن طبيعة العلاقة مع الرئيس كانت سببًا في إنجاح العمل في تجاربي الماضية.
06
تشدد كثيرًا في مقابلاتك بعد المباريات على أن رؤيتك ورئيس النادي موحدة.. ما هذه الرؤية؟
الأمر واضح للغاية، من تجربتي السابقة في السعودية سمحت لي معرفة كرة القدم في السعودية بشكل عميق. أنا أعرف أن الشباب أحد الأربعة الكبار وأستشعر ذلك. الهدف هو إعادة اسم الشباب إلى الصدارة، والتنافس بشدة على الألقاب المحلية والخارجية هو المنتج النهائي لعملي، وهذا الهدف يحتاج إلى اتباع خطوات ومراحل، كانت المباريات المتبقية التي خضتها مع الفريق من الموسم الماضي الخطوة الأولى لي، لمراجعة ما أعرفه عن كرة القدم السعودية وأنديتها.
07
ماذا عن مدة عقدك، علمنا أنه لثلاثة مواسم خلافًا لما هو معلن في البيان الرسمي للنادي الذي ذكر أنه لمدة موسمين. فكيف أقنعت رئيس النادي بهذه المدة؟
أنا لم أقنع أحدًا، هذه المدة هي جزء من المشروع، حينما لا تؤمن بخطوات عمل وطريقة معالجة فأنت ستمنح المدرب عقد عمل قصيرًا، وحينما أؤمن كمدرب أن مشروع الشباب هو أفضل مكان لي، وحينما يؤمن النادي ورئيسه بأن هذا المدرب وطاقمه هم أفضل من يعملون، فلنعمل معًا على التخطيط والتنفيذ، وكلنا نؤمن أن التنفيذ يحتاج إلى تلك المواسم وهذا هو السبب.
08
يرى شبابيون أنك مدرب غير مقنع، تلعب كرة قدم حذرة ويفقد الفريق شهيته في الهجوم إذا تقدمت بالنتيجة، كما حدث أمام الرائد.. هل ترى أن تشخيصهم هذا صائب؟
لا إطلاقًا، أسلوبي هو أن نكون مبادرين في الملعب، وهذا يعني امتلاك الكرة ومنع الخصم من المبادرة، وحينما يتقدم فريقي بالنتيجة فأفضل طريقة للتحكم في المباراة هو امتلاك الكرة.
أعطيك مثالاً: حينما حضرّنا لمباراة الفتح الأخيرة قلت للاعبين إذا مكنا الفتح من لعب التمريرات الطويلة والكرات العرضية، فهذا يعني أننا سنلعب كرة القدم وفق النموذج الذي يقرره المنافس علينا.
نحاول تحضير الفريق بأن نكون فريقًا منافسًا، وأن نفوز في كل مباراة. إذا تطلبت مباراة معينة أن أكون متوازنًا في اللعب، من أجل أن أفوز فسأكون متوازنًا، وإذا تطلب الأمر تغيير التنظيم بين الشوطين واللجوء لخطة “ب” فسأفعل ذلك، فالهدف هو الفوز.
أحترم كل الآراء ولا أفهم اللغة العربية، ولا أتطلع إلى ملاحقة التعليقات، نحن منفتحون لما يصلنا منها من دون أن يفقدنا تركيزنا.
09
حضرت إلى دوري تطغى هيكلة “4ـ2ـ3ـ1” على أنديتها ولكنك تفضل اللعب بـ “3-4-3”، وهو تشكيل غير معتاد في الكرة السعودية.. ما الفكرة الفنية التي تحاول تطبيقها؟
حينما بدأت العمل قبل نهاية الموسم الماضي حللنا نوعية كرة القدم في آخر 6 مباريات للفريق، وأنواع الهياكل التنظيمية تحت إدارة المدرب لويس جارسيا، الذي أحترمه وأنا هنا لا أقارن. كان الفريق يعتمد على “4ـ4ـ1ـ1” أو “4ـ2ـ3ـ1” وأحيانًا “4ـ4ـ2”. لقد تغيرت المعطيات واختلف المنفذون هذا الموسم، وهذا له أثر على قرار تجديد الهيكل التنظيمي، ووجدنا أن لدينا لاعبين أكثر لتوظيفهم في خط مكون من ثلاثة، خاصة أنه لا يوجد لدينا ما يمكن أن أسميه قياديًّا في الدفاع، ليمنحنا التوازن في الخلف.
10
ما الذي تهدف إليه من خلال ذلك؟
أهدف إلى أن يكون للفريق خيارات كثيرة، وهنا تحديدًا أن يكون لدي خياران من اللاعبين في كل مركز يسمح به تنظيم “3ـ4ـ3”، ويساير ذلك التمكن من خطة “ب”، وكل الفرق يجب أن يكون لديها خطة “ب”، وكنّا نتمرس عليها في فترة التوقف خلال أيام “فيفا”.
إذا سألتني هل أغير من تنظيم لآخر؟.. نعم ربما تتغير مراكز اللاعبين والتنظيم، ولكن لا يتغير مبدأ اللعب. في أي شكل تنظيمي أريد تفوقًا عدديًا في الأمام حين بناء الهجمة، ونحن نواجه لاعبي المنافس وخطوطه ومرماه.
لا أخاف من تعديل الأشياء حينما أؤمن بالحاجة إلى ذلك، ويكون الجميع مقتنعًا لأننا فريق واحد متقارب. لذلك السؤال ليس عن الهيكل التنظيمي سواء 3 قلوب دفاع أو 2، بل ماهية عقلية اللعب ومبادئه.
11
ما الذي تعنيه بوجوب وجود الخطة “ب”؟
هل قبل المباريات أو أثناء المجريات؟
معناها أن يكون لدى الفريق تمرس على تنظيم مختلف، قد تكون قبل المباراة أو من خلالها، في التسعين دقيقة مجريات كثيرة. في الأسابيع الخمسة قبل الموسم استطعت العمل مع أغلب اللاعبين، لكن ربما أربعة أو خمسة لاعبين في التشكيل الأساسي حاليًا لم يكونوا معنا في تلك الفترة. والآن لعبوا أربع مباريات معًا في الدوري. هل كان لدي الوقت الكافي لتحضير العناصر الجديدة على خطة “ب” خلال تجهيزنا لتلك المباريات؟.. من السهل أن يقول الناس إن الفريق بحاجة فورًا إلى تطبيق سيناريو مختلف، لكن الأمر يتطلب انسجامًا بين اللاعبين في أرض الملعب، وهذا الانسجام ينمو مع التمارين وخوض المباريات معًا باستمرار. يقول الناس لماذا لم تشرك عبد الله الحمدان مبكرًا في مباراة الفتح؟ حتى لو أشركته هل يضمنون توفر فرص التهديف تلك؟ لا أحد يعرف سوى بعد المباراة. وأنا لا أتخذ قرارًا بعد انتهاء المباراة بل أثنائها.يجد مدربو كرة القدم أحيانًا أنهم اتخذوا قرارات ممتازة، وأحيانًا يشعرون لاحقًا أنها قرارات حمقاء.. وهذه طبيعة اللعبة لكل من يفهمها، الذي لا أشك فيه هنا هو أننا في الطريق الصحيح.
12
ما مؤشر نجاح الأفكار التي ترغب في تطبيقها؟ وما مؤشر الحاجة إلى تعديلها؟
نحن ندرس “العوامل الحاسمة” في المباريات، وهي طريقة تعكس أفكارنا كطاقم، وكيف نرى نحن كرة القدم والمباريات ونحللها، ولا أستطيع أن أفصح لك عنها. سأترك الآخرين يحللون وقد يوافقوننا وقد يختلفون. نحن نقول دراستنا للاعبين وهي من الأمور الداخلية في النادي.
13
يطلب بعضهم أن تناقشك الإدارة بشأن قناعاتك الفنية لتغييرها، هل ..؟
“قاطع السؤال”.. أنا منفتح للمناقشة لكن في نهاية المطاف كل قرار يرتبط بكرة القدم هو قراري.. “خلاص”!.
14
هل أنت راضٍ عن سوق الانتقالات الصيفية؟ وهل اتضح حاجة الفريق إلى تحرك ما في الفترة الشتوية؟
نعم راضٍ جدًّا. لدينا تشكيلة جيدة وتنافسية، ربما لدينا عدد كبير من اللاعبين وهذا لا أشتهيه. فإذا لديك لاعبان اثنان لكل خانة فالتنافس بينهما سيكون عاليًا، لكن إن كانوا ثلاثة، فالثالث سيدخل في منافسة مع لاعب ثالث آخر في مركز مختلف، وهذه قد تصنع بعض المشكلات. وهذا نظام المسابقة الذي يسمح لنا بثلاثين لاعبًا، وكورونا ظرف استثنائي فرض نفسه على السوق.
بالنسبة لسوق الشتاء فنحن نستمر في التحليل ولم نلعب سوى 4 مباريات، ومن المبكر تحديد الحاجة، ونحن سعداء جدًّا حاليًا بالمجموعة.
15
بعد معرفتك لفريقك ومستوى الفرق الأخرى في الدوري، أين ترى الشباب في سلم الترتيب مع نهاية المسابقة؟
دعني أخبرك بشيء، استطلعنا آراء اللاعبين في استبانة لنقيس أهدافهم الجماعية، وما الذي يتوقعون تحقيقه للفريق في الموسم الجاري، وناقشناهم في نتائجه. لدينا 37 مباراة في الموسم في ثلاث مسابقات. 90 في المئة من اللاعبين يحلمون بالبطولة العربية، فهي من 3 مباريات فقط، وكذلك كأس الملك في هذه النسخة مكونة من 4 مباريات، ويجب أن نسعى إليها، وإن كانت مسابقات خروج المغلوب يحدث فيها كل شيء.
أما الدوري فيحتاج إلى أن تفوز بمباراة تلو الأخرى، وهذا ما نريد ترسيخه في عقلية المجموعة وتطلعات الفريق كفريق كبير.. الفوز بالمباريات. 90 في المئة من اللاعبين حسب الاستبيان يريدون التنافس على لقب الدوري أو على الأقل التأهل إلى دوري أبطال آسيا. في نهاية المسابقة سيعرف الجميع أين نحن في سلم الترتيب.
16
ما سمعة تعاقدات الكرة السعودية مع المدربين؟ أعني بهذا سمعتها بين مجتمع المدربين حول العالم؟
هناك 3 نوعيات من المدربين. هناك المدربون الكبار الذين ينافسون بفرقهم في أقوى المنافسات الكبرى، وهناك المدربون الذين يأتون من أجل المصلحة المالية، وهناك الصنف الثالث من المدربين وأنا منهم ممن يبحثون عن نوعية العمل المناسب. فمسيرتي المهنية تركز على المشروع واتباع خطوات تحقيقه.
لا أكترث حقيقة كيف ينظر مجتمع المدربين حول العالم للمدرب الذي يذهب إلى الدوري السعودي. الذي يهمني أن آتي لنوعية عمل تناسبي، وأن أصل به إلى المستوى الذي يستحقه، وأن أترك إرثًا فيه، هذا حمضي النووي وهذه نظريتي.