الحقائب الضّائعة!
- “بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، وإلى أنْ أتشرّف بضيوف جدد للمشاركة في هذه الزاوية، أعود إليكم، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: “حتى لا تتيه في الحيّ”. رواية لباتريك موديانو. ترجمة توفيق سخان. دور النشر “منشورات ضفاف/ ذات السلاسل/ منشورات الاختلاف”:
- دِقة المَشِيب ودَقة الطفولة:
..، يستحضر ذكرى أُخرى، أكثر دقّة، دون أن يقوم بأيّ جهد، على طريقة أشعار الأغنيات التي يحفظها المرء خلال سنين الطفولة، والتي يُمكِنك أنْ تستظهرها كل حياتك دون أنْ تُدْرِك معناها!.
- كائنات الرّواية:
لم يكن قد كتب هذا الكتاب سوى على أمل أنْ تبعثَ له بإشارةٍ ما!. كما أنّ كتابة كتاب ما، لا تعدو أنْ تكون بالنّسبة له سوى إرسال نداءات ضوئيّة أو إشارات “مورس” باتجاه أشخاص معيّنين يجهل ما حلّ بهم!. كان يكفي أنْ ينثر أسماءهم جزافًا على الصّفحات، وأنْ ينتظر التوصّل بأخبارهم في النهاية!،...، لم يُدْرِك أبدًا معنى أنْ يضع المرء في رواية كائنًا له أهميّة بالنّسبة له. ما إنْ يندسّ بين ثنايا الرّواية، كما يعبر المرء مرآة، فإنه سيفْلتُ منك إلى الأبد!.
- استفت قلبك:
من الواجب عدم الاعتماد على الأشخاص للإجابة على أسئلتك!.
- الحقائب الضائعة:
..، كان حُلم يلاحقه كل حياته: حقائب يُضيعها المرء على متن قطار، أو أنّ القطار ينطلق وهو يحمل حقائبك وتبقى أنت على الرّصيف. لو كان بوسعِهِ أنْ يذكر كل أحلامه، اليوم، لَعَدَّ المئات ثمّ المئات من الحقائب الضّائعة!.
- حسرات قارئ كُتُب:
..، يتحسّر على كل السّنوات الضائعة، والتي لم ينتبه خلالها للأشجار أو للورود. هو الذي لم يَعُد يقرأ سوى التاريخ الطبيعي لبوفون!.
- القَشّة التي جَبَرَت كسر العبير:
في فترات المخاض أو الأزمة الأخلاقيّة، لا سبيل للخَلاص سوى بالبحث عن نقطة ثابتة للتّماسك، والحفاظ على التّوازن وعدم الوقوع في الّلجّة. يتوقّفُ نظركَ عند جزء صغير من العشب، شجرة، أوراق وردة، كما لو كنتَ تتعلّق بطَوْقِ نَجاة!.
- لون النسيان:
كان قد غطّى خدوشات وبُقَع الماضي. وفي الخلف، في العمق، كان لا بدّ من مباشرة عمليّة تحنيط انتهت بإفراغ ما يُوجَد بالدّاخل،....، بهذا الأبيض المُحايد، لون النّسيان!.
- المغامرة:
كما لوأنّ كل شيء لا يزال ممكنًا، وبأنّ المُغامَرَة، حسب عنوان لفيلم قديم، تكمن عند زاوية الشارع... أبدًا!.
- معلومات مؤجّلة:
يَعْلَمُ المرء، غالبًا في وقت متأخِّر جدًّا بحيث يتعذّر الحديث حوله، فصلًا من فصول حياته، كان قريبٌ ما، قد أخفاهُ عنه!.
- ملامح:
..، وانتابه ضحك هستيري وهو يُفكّر في وجه “أوتوليني”، تلك الوجوه الضّامرة بحيث حتى لو التقى بها المرء وجهًا لوجه، فإنّه يظنّ بأنّه التقى بها جانبًا!.
- الهزيع الأخير:
دَنَتِ السّاعة خلال الليل، حيث تزول المساحيق، وينساب المرء نحو شَفَا البَوْح!.
- من أمراض العُزْلَة:
بسبب عُزْلَة طويلة الأمد،...، تُصبح مُرتابًا ونزِقًا إزاء أشباهك، وقد تُسيء تقديرهم!. لا، ليسوا بهذا السّوء!.
- في حضور طَرْس:
كانت الجُمَل تتداخل، وكانت جُمَل تظهر فجأة لتُغطّي على الجُمَل السّابقة، وتتوارى دون أنْ تترك له الوقت لتفكيكها. كان في حضور طَرْس، حيث كل الكتابات المُتعاقِبَة تتداخل فوق بعضها بعضًا، وتتحرّك كجراثيم ينظر إليها بواسطة مجهر!.
- بِدءًا:
لا أدري ماذا تقصد بـ “نهائيًّا”؟!.