2020-12-09 | 01:55 مقالات

أيها الوزير.. المدرسة بلا مدير

مشاركة الخبر      

لم أعد أتصور كيف كنا نتعاطى مع الرياضة ومنافساتها في عقود مضت بمبدأ الثقة، ونحن نرى ما يحدث الآن من لغط في مبارياتنا، ثم يتبادر إلى الذهن مجموعة من الأسئلة التي تخص سلامة التنافس سواء داخل الملعب على مستوى الإعلام المعلب..
من عاصر بدايات النقل التلفزيوني حينما كان يُكتفى بنقل مباراة أو اثنتين وبكاميرا واحدة مثبتة، وتظل بقية المباريات حبيسة الغيب بلا نقل، ثم نتخيل ماذا كان يحدث في تلك المباريات، وكيف كانت تدار “تحكيميًّا”، نتأكد أنه مشهد رهيب بلا عين رقيب أو أذن حسيب..
من عاصر وقتًا كانت فيه مواقع التواصل الاجتماعي ضربًا من المستحيل والخيال، وكيف كنا نكتفي بصحيفة من ورقتين وبرنامج تلفزيوني أسبوعي واحد مدته نصف ساعة، نسلم بصحة ما يقولون فيهما ونأخذه على محمل الجد المبجل وكأنه “قرآن” منزل..
ثم يذهب بنا التفكير بعد تحكيم وإعلام إلى من يضع القوانين في ذلك الوقت ويشكل اللجان، من فيها ومن يديرها ومدى فهمهم للعبة وما هي توجهاتهم وإلى أين تتجه أشرعة ميولهم.. وأتساءل كيف كانوا يوقعون العقوبات وكيف يسيرون المنافسات؟
لك أن تتخيل عزيزي الرياضي أن ما نراه يحدث اليوم من أخطاء تحكيمية إنما تحدث أمام أعين الملايين وفي ذات اللحظة في مواقع التواصل وأمام ملايين شاشات التلفاز، بالرغم من عشرات الكاميرات وكم هائل من التقنيات ثم يبرر لها أصحاب الفلاشات.
الفكرة هي أن الرغبة في منافسات سليمة وإن وجدت عند المسؤول، إلا أنها غير مرحب بها عند العاملين لديه “ثقة من قبله”، والدليل أن التاريخ الذي كنا نعذر أخطاءه التي صادرت عشرات البطولات لشح التقنيات، يحمل ذات التوجه في ثورة المعلومات..
الرغبة هي السر الذي سيصلح حال التحكيم، وهي ذات الرغبة التي ستجبر الفار على الاغتسال، “أقلهم أخطاء وزاوية الرؤية” زمن ولى ونحن مجبرون على ثورة الفار، فالعالم لن يتراجع لأنها ووفق أهدافهم أعادت الحق، وأما وفق إرادتنا فقد وسعت الشق. دعوا كلام الجماهير فربما يقولون أصحاب عاطفة ولكن ماذا عن آراء البقية من كبار الإعلاميين والمخضرمين وهم يؤكدون أن ما يحدث إنما قتل للتنافس وتدمير لكل التوجهات العليا بصناعة رياضة ترتقي لثقة “ولاة الأمر”، وأندية تعاني كالقابض على الجمر.
كلنا استمعنا لكلمات على لسان الفيصل وهي الدليل أن ما ينقل له مما يحدث في أروقة اتحاد القدم لا يتجاوز نحن إلى الأمام، وكله تمام والحقيقة أن من يهب الثقة لا يلام، ولكنها الرسالة متبوعة بالتقدير “اعلم أيها الوزير أن أحوال كرة القدم فناء مدرسة بلا مدير”.