ولا حتّى
بطريقة سيّئة!
- الموت هذا، ومهما انتظرته، مهما كنت تتوقّعه، مهما طال هذا التوقّع، يظلّ دويّه في الصدر عاليًا حين يأتي ليخطف منك عزيزًا. مهما قال لك الأطباء عن حالة هذا العزيز، ومَهّدوا لك حتى استسلمت للأمر الواقع. مهما كان نوع المرض وعُمر المريض. يمكن لكل ذلك خفض مستوى المفاجأة، لكنه أبدًا لا يقدر على محو شيء من آثارها!.
- الذكريات الجميلة قاسية!. وكلّما كانت حنونة بدَتْ أكثر قسوة!. قسوة الذكريات الجميلة من الأمور التي نحسّها، وفي الغالب نعجز عن فهمها، ودائمًا نعجز عن كتابتها أو التعبير عنها!. تمرّ مثل وخزة، أو ارتباكة بارقة في صدورنا، نتقبّلها بحب، ونسمّي حريقها دفئًا!.
- أن تحظى بتيّارات من الخبرة والتجربة، دون حاجة لدفع أثمان باهظة من دمك وأعصابك وانكسارات، ومرارات قلبك، وكذلك دون أن تكون بحاجة إلى عُمْر مضاعَف واحد على الأقلّ، فإنّ هذه نِعمَة كبيرة، والمُنعِم الله، وإنها فرصة ليس من الذكاء ولا من الفطنة تفويتها، وهذا ما يحقّقه الفن والأدب، عبر التأمّل والمعايشة، بالنسبة لكل واحدٍ منّا. الفنون والآداب من نِعَم الله الكبرى!.
- أنتَ لن تستطيع قول كل شيء، مهما أطلتَ في الكلام وفي الكتابة.
لن تستطيع قول كل شيء لا بطريقة جيّدة ولا حتى بطريقة سيّئة!. أمامك حلّ وحيد: أن تقول شيئًا، أو أشياء قليلة جدًّا، بطريقة جيّدة!. افعل ذلك ومشكور!.
-”القناعة كنز لا يفنى”!. تستحق القناعة إطراءً أصدق من هذا الذي ارتبطت به على الدّوام!. كلّ ما لا يفنى ليس كنزًا!. قد يكون أعظم من الكنوز بكثير، لكنه ليس منها!. فكرة “الكنز” قائمة، أساسًا، على الخوف من تبدّده وفنائه!.
- إن فكّرنا في طلب السعادة، وراحة البال، أو التصالح مع الذات والتناغم معها:
أظن أنها واحدة من المفاهيم الخاطئة، حكاية: “أنا لا أتغيّر إلّا على من يتغيّر عليّ”!.
هذا المفهوم، وأشباهه، يبقيك رهن إشارة وإرادة الآخرين!. مجرّد “ردّة فعل”!. يحرمك من أن تكون “فعلًا”!.
إنه لا يدمغ حركتك وتغيّرك بوصمة الانقياد فحسب، لكنه أيضًا يسيء لسُمْعَة سكونك وثباتك!. يؤكّد انقيادهما للآخر!.
أنا أتغيّر لأتجدّد، ولأنني أريد أن أكون أفضل مما أنا، ولا علاقة للآخرين بأمري، ولا بتغيّر أحاسيسي ومفاهيمي وعلاقاتي معهم أو مع غيرهم!.
فقط أشكر، بامتنان داخلي عميق، كل من حرّضني على التغيّر والتّجدّد، بلياقة ولباقة تعامله مع الحياة وارتفاع معنويّاته فيها، وحيويّة تغيّره، ودوام تجدّده!.