النجاح إداريّا والفشل فنيّا
لا تعلم ماذا حدث لكثير من الأندية السعودية في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين هذا الموسم من الناحية الفنية..
حالة من الكسح تسكن جسد الأندية السعودية وكأنها عرجاء تمشي على قدم واحدة، لا تستطيع الوقوف صامدة أمام كل هذه المتغيرات، تدهور مقلق في الأداء الفني لمعظم الأندية.
في المواسم الماضية كانت تعيش النسبة العظمى من الأندية السعودية في فوضى إدارية كبيرة وعشوائية في العمل، أنتجت كثيرًا من المشاكل تجرعت مراراتها الأندية بالتورط في قضايا شائكة محليًّا ودوليًّا، من خلال تراكم الديون إلى جانب غياب التخطيط على مختلف الأصعدة داخل أسوار النادي.
مع كل هذا كانت الأندية تقدم مستويات فنية عالية نتج عنها وصول المنتخب السعودي إلى كأس العالم في روسيا، من خلال ارتفاع المستوى الفني لكثير من اللاعبين المحليين، أما فيما يتعلق بالعنصر الأجنبي، فقد تميزت الأندية في التعاقدات مع لاعبين مميزين ساهموا في تطور مستوى الدوري فنياً بشكل لافت للأنظار، حتى أصبح دورينا الأكثر تميزاً في القارة الآسيوية والشرق الأوسط.
في هذا الموسم نعيش العكس، الإجراءات الأخيرة من وزارة الرياضة ساهمت بشكل ملحوظ في تطور الأندية إدارياً، من خلال تطبيق معايير الحوكمة والكفاءة المالية والاستعانة بالمديرين التنفيذيين في الأندية، وغيرها من الإجراءات الإدارية التي جعلت أنديتنا أكثر احترافية في هذا الجانب، لكن هذا التطور الإداري صاحبه تدهور مقلق في الجوانب الفنية لمعظم الفرق في دورينا انخفاض كبير في مستويات اللاعبين المحليين والأجانب على الصعيد التكتيكي واللياقي، ما نتج عنه مباريات ضعيفة فنياً لا تليق بحجم المبالغ المالية المصروفة على دورينا.
لا يبقى إلا أن أقول:
أخشى أن الإجراءات الإدارية الصارمة التي تتخذها وزارة الرياضة في مراقبة الأندية إداريًّا، ساهمت في تركيز الأندية على هذا الجانب على حساب الجوانب الفنية التي أهملت، ما نتج عنه النجاح إدارياً والفشل فنياً.
الأصل في علم الرياضة أن يصاحب هذا التطور الإداري نجاحات فنية، ما يحدث في أنديتنا حالة شاذة تحتاج إلى الدراسة والتقويم من وزارة الرياضة لمحاسبة الأندية المهملة في التطور الفني أسوة بالعمل الإداري.
قد تسأل وزارة الرياضة أي ناد عن أين صرفت العشرة ريالات ولا تسأل الأندية عن مدرب كسول يتقاضى الملايين يدرب الفريق فترة مسائية ثلاث ساعات فقط، وينام صباحاً دون أي عمل؟!
يا وزارة الرياضة حاسبوهم فنياً كما تحاسبونهم إدارياً.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك.