رئيس تنفيذية «أصدقاء اللاعبين» يتحدث عن إنجازات الجمعية الدوسري:
شخصية ماجد فاجأتني
لم تكن رؤية فهيد الدوسري، ذلك المتخصِّص في قطاع العلاقات العامة، وصاحب الخبرة الطويلة في المسؤولية الاجتماعية والقطاع الخيري، محدودةً وقاصرة عندما سعى مع عدد من زملائه والمهتمين بالشأن الرياضي والعمل الاجتماعي إلى إطلاق كيان، يخدم فئة مغيَّبة عن الأضواء. أشخاصٌ قضوا جل حياتهم في المستطيل الأخضر لإسعاد الجماهير الغفيرة، ومثَّلوا أنديتهم ومنتخبهم خير تمثيل، في وقت كانت فيه الكرة شغفًا وحياةً قبل أن تكون مصدرًا للثراء، لتنقطع بهم السبل بعد أعوام من الشهرة والمجد، ويصبحوا في حاجة إلى المساعدة، لكنَّ العفاف وعزة النفس منعاهم من طلب ذلك، الأمر الذي دفع إلى إطلاق جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية في أكتوبر 2015 للوقوف معهم.
“الرياضية” التقت فهيد الدوسري، رئيس اللجنة التنفيذية للجمعية، وسألته عن أعمالها وأهدافها.
01
بدايةً.. كيف جاء إطلاق جمعية أصدقاء اللاعبين القدامى، التي تجاوز عمرها اليوم أربعة أعوام؟
كانت هناك اجتهادات كبيرة من عدد من الأشخاص، وكانت فكرة وجود كيان مستقل، يخدم اللاعبين هاجسًا لدى الكابتن ماجد عبد الله، وقد تحقق ما أراد بفضل الله أولًا، ثم بوجود رؤية طموحة، حيث أصبح الحلم واقعًا، بدعم كبير من الأمير عبد الله بن مساعد، الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك، الذي كان في مقدمة المؤيدين لفكرة الجمعية، وسار على هذا النهج كافة رؤساء هيئة الرياضة، وحاليًّا وزير الرياضة.
02
هل تقع الجمعية تحت مظلة أي جهة حكومية.. وهل تم تسجيلها رسميًّا؟
نعم، الجمعية تعدُّ الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وهي خيرية وموجَّهة إلى فئة لاعبي كرة القدم القدامى بالوقوف معهم، وإعادة رسم الابتسامة على شفاههم بعد فقدان بعضهم أبسط مقومات الحياة الكريمة. “أصدقاء اللاعبين القدامى” تقع تحت إشراف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وانطلقت رسميًّا في 21 أكتوبر 2015، وتأتي إشرافيًّا تحت مظلة وزارة الرياضة.
03
ما أهدافكم في الجمعية؟
وضعنا على عاتقنا منذ اللحظة الأولى لإطلاقها، أن تستند الجمعية في أداء مهامها إلى عمل مؤسسي ومنظَّم ومستدام، لتستمر في تقديم عطائها وخدماتها للاعبين القدامى، وكيلا تتأثر برحيل شخص معين، ونتطلع إلى تحقيق الأهداف التي أُسِّست من أجلها الجمعية.
04
ما الخدمات التي تقدمها “أصدقاء اللاعبين القدامى” للاعبين؟
مساعدة اللاعبين المحتاجين بتوفير العلاج اللازم لهم ولأسرهم، والإسهام في تأمين سكن لائق، وحياة كريمة لأسر وأبناء اللاعبين الذين فقدوا عائلهم، ومساعدة مَن يتعرضون لأزمات، وتمكينهم وأسرهم وتشجيعهم على ثقافة العمل الحر والمشروعات الصغيرة، وتقديرهم، وإعادتهم للواجهة.
05
هناك تعاونٌ واتفاقيات موقَّعة بينكم وبين وزارة الرياضة.. حدِّثنا عن ذلك؟
ليست هناك اتفاقيات موقَّعة مع وزارة الرياضة، فهي الأساس لعملنا، وبمنزلة المظلة لجمعيتنا، والجهة الإشرافية على عملها، ونتلقى منها دعمًا كبيرًا.
06
ماذا عن الاتحاد السعودي لكرة القدم.. هل يقدم لكم شيئًا؟
سأتحدث أولًا عن ياسر المسحل، فوجوده على رأس هرم الاتحاد بوصفه شخصيةً رياضية محبوبة، ويعرف دهاليز الرياضة السعودية إضافةٌ كبيرة لعمل الاتحاد. بعد انتخابه رئيسًا لاتحاد القدم، كانت زيارته الأولى إلى الجمعية، وهذا دليلٌ على تقديره لدورها الكبير، وأهمية المسؤولية الاجتماعية تجاه اللاعبين القدامى، وما تؤديه الجمعية بوصفها مؤسسةً وكيانًا مستقلًا يخدم هذه الفئة العزيزة على قلوب الجميع. في هذه الزيارة “قدحت” الشرارة الأولى للتعاون بين الجمعية واتحاد القدم، وبعدها تسارعت الخطوات، ووقَّعنا اتفاقية شراكة مع الاتحاد، وكان المسحل متحمِّسًا كثيرًا لها، عكس الحال مع رؤساء سابقين للاتحاد، لم يعيروا الجمعية اهتمامًا.
07
على ماذا تنص بنود هذه الاتفاقية؟
البنود تتنوَّع ما بين تدريبٍ وتقدير. هناك مثلًا خدماتٌ ووظائف موسمية لأبناء اللاعبين السابقين، ومقاعد مجانية في كل دورة تدريبية للاعبي كرة القدم، إضافةً إلى وجود الجمعية في البطولات والكؤوس للتسويق لعملها وبرامجها وأنشطتها، والمشروعات المشتركة.
08
كم عدد اللاعبين الذين استفادوا من الجمعية حتى الآن؟
منذ بداية عملنا في الجمعية وهمُّنا الأكبر البحث عن اللاعبين المحتاجين، فالتعفُّف السمة الأكبر لديهم، والحمد لله، من خلال علاقاتنا الشخصية، والاتصالات الهاتفية باللاعبين السابقين، وحضور المناسبات العامة معهم، استطعنا تسجيل عدد منهم، إلى أن وصلنا إلى 200 أسرة، تضم 1404 أفراد.
09
مَن أبرز هؤلاء اللاعبين؟
جميع اللاعبين لدينا نجومٌ كبار لما يملكونه من تاريخ وإنجازات رياضية مهمة، وأساس عملنا حفظ كرامة المستفيد من خلال عدم الإفصاح عن الأسماء التي تخدمها الجمعية.
10
ما دور ماجد عبد الله في “أصدقاء اللاعبين القدامى”؟
ماجد عبد الله رئيس مجلس إدارة الجمعية في دورتها الثانية، وصاحب الفكرة، والأب الروحي لها ولفريق العمل والمستفيدين منها. ماجد أعرفه شخصيًّا منذ عشرة أعوام، لكن بعد عملي المباشر معه في الجمعية، بحكم رئاستي اللجنة التنفيذية التي تقود العمل التنفيذي، تفاجأت بشخصية أخرى له، مختلفة جذريًّا عن ماجد الصديق، فهو عملي، وإحساسه بالمسؤولية تجاه اللاعبين والمستفيدين كبيرٌ جدًّا، ويهتم بأدق التفاصيل عند خدمة المستفيد، وله مواقف كثيرة مع المستفيدين، ومبادرات عدة. أحيانًا يسافر من مدينة لأخرى على حسابه الشخصي لإيصال اسم الجمعية وأهدافها، وهناك عبارة دائمًا ما يرددها: “أريد أن أغادر الجمعية في نهاية الدورة الثانية وهي كيان مستقل، يقوم على عمل مؤسَّسي لا يتأثر برحيل أحد، لا ماجد ولا غيره”.
11
هل يزور الجمعية لاعبون غير منضمين إليها.. وهل يدعمونها؟
نعم، فقد زار الجمعية لاعبون كبار وأساطير، منهم محمد نور، نواف التمياط، نواف العابد، ويوسف الثنيان. الزوار يتعرَّفون على مقر الجمعية، وإمكاناتها، ويقدمون لها دعمًا مباشرًا، بالعمل والاستشارة والتعريف بها وإيصال رسالتها. ما يقدمونه يأتي في إطار الوفاء ورد الجميل للاعبين أسَّسوا الكرة السعودية.
12
مَن أبرز الداعمين لـ “أصدقاء اللاعبين القدامى”؟
هناك أسماء كثيرة، في مقدمتهم تركي آل الشيخ، الذي يعدُّ أكبر الداعمين لنا، والأمير عبد العزيز بن تركي، وزير الرياضة، وماجد الحقيل، وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، وعبد الإله الدلاك، مساعد وزير الرياضة، والدكتور رجاء الله السلمي، وكيل وزارة الرياضة، وعبد العزيز بغلف، وعلى مستوى الجهات الحكومية، تحظى الجمعية، والحمد لله، بدعمٍ كبير من وزارة الرياضة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، إضافة إلى بنك التنمية، واتحاد القدم.
كذلك، هناك شخصيات كبيرة وبارزة، تهتم بأهداف الجمعية السامية، ولديها حس المسؤولية الاجتماعية، ولا ترغب في إظهار أسماءها.
13
يعدُّ الإسكان من أبرز برامج الجمعية.. كم منزلًا سلَّمتم للاعبين القدامى حتى الآن؟
بفضل الله، ثم بدعم رجالات الجمعية، ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، وصلنا إلى تحقيق مستهدفات كبيرة، منها تسليم 73 وحدة سكنية بنظام “حق الانتفاع”، إضافةً إلى تمليك 19 أسرة وحداتها السكنية، وهناك خدمات سكنية مساندة، تُقدَّم في هذا المسار، منها الصيانة والترميم.