2021-02-22 | 22:48 مقالات

تغريدات الطائر الأزرق

مشاركة الخبر      

أبدأ بما اخترته من تغريدات تويتر لهذا الأسبوع بتغريدة لحمود الفالح، ويبدو أن تغريدته هي نتاج آلامه التي سببتها المخالفات المرورية التي لم يتقصد ارتكابها، لكنها تسببت في إيلامه: “الفكرة في حال اكتمالها في الذهن تبدأ بدعوتك لكتابتها، يحدث هذا وأنت تقود سيارتك فتكتمل فكرتك في ذهنك وتسرح وتنسى أنك في الطريق ويتم منحك مخالفة مرورية”..
آمل من الأستاذ حمود أن ينفذ أفكاره ولا يكتفي بالمخالفات المرورية لكي لا تصبح فكرته: كيف تحصل على مخالفة مرورية. الفنان الممثل مشعل المطيري اقتبس للكاتب البريطاني نيل غيمان، أعجبني الاقتباس لأنه يعالج اعتقادًا خاطئًا كنت قد حملته معي سنوات طويلة، وأرجو من كل من يعتقد بهذا الاعتقاد أن يرميه بعيداً عنه، لكي لا يضيع وقته ويزيد من أوهامه: “يعتقد بعض الناس أنهم سيكونون سُعداء إذا ذهبوا للعيش في مكان آخر، لكن الأمور لا تجري بهذه الطريقة، لأنك أينما ذهبت ستصطحب نفسك معك”. فهد غرد باقتباس لإبراهيم المازني، أعجبني الاقتباس بشدة، لأن المازني حول آلام الفقر إلى مدرسة يتعلم منها، عكس الذين راحوا ضحايا للفقر فقست قلوبهم وساءت أخلاقهم، ومع الاعتراف الكامل بأن للفقر خناجر سامة وآلامه شديدة، إلا أن طريقة التعامل معه هي من تميز شخصًا عن آخر يعيشان تحت قسوته: “أستاذي الأول هو الفقر، هو الذي أتاني القوة والمقدرة على الكفاح، وعلمني التسامح والترفق والعطف وإيثار الحسنى، وعودني ضبط النفس وتوخي الاتزان، وجنبني العنف والقسوة والفظاظة، وحبب إليّ الفقراء، وفتح عيني على ألم الحقيقة للناس والأشياء والحوادث.. والحمد لله”.. يحاول بعضهم أن ينالوا منزلة رفيعة دون أن يدفعوا مقابل ذلك ثمناً، ولا أقصد هنا المال، قد يكون أحدها، لكن الثمن قد يكون في جهدك وصبرك وتحملك لاختلاف أطباع الناس وسوء أخلاق بعضهم، شروق القويعي تجيب في التغريدة التالية على السؤال: هل للنبل ثمن؟ “للنبل ثمن، قد يكون مُرّاً، فالنبيل يترفع وهو يقدر على الخوض، قد يصمت وهو يملك كل أدوات الكلام، يخفي حزنه لأنه يحمي سمات العزّة والكرامة، وعندما يرى ما يسوؤه لا يكثر العتاب إنما يبتعد بهدوء، وما أبلغ قول المتنبي: تلذُّ لهُ المروءة وهي تؤذي”، أظن بأن الأديب فهد عافت هو الأديب الوحيد الذي مزج الرياضة بالأدب، وكم نحن محظوظون بحب فهد عافت للرياضة، لأنه أنتج لنا لغة أدبية للرياضة يمارسها عبر تويتر، وكم تخيلت لو أن ما يكتبه أديبنا في تويتر كان مانشيتات على صفحات الصحف الرياضية، أظن بأن الأدباء ومحبي الأدب سيكونون من قراء هذه الصفحات التي طالما خاصموها، تغريدة سريعة كتبها وهو يعبر عن إعجابه بحارس مرمى الإنتر ميلان: “حارس الإنتر.. في دقيقة واحدة أنقذ مرماه من ثلاثة أهداف محققة: إنتر بن شداد!”..