2021-03-03 | 22:58 مقالات

أين العمل الفني؟

مشاركة الخبر      

ـ إذا “فاز” الفريق، تسابق اللاعبون بعد المباراة نحو “المايك” ليقولوا بصوت عال إنهم قدموا أفضل عروضهم، وكانت روحهم حاضرة، وتعاهدوا “قبل” المباراة على الفوز.
ـ بينما المدربون يظهرون في اللقاءات “منشرحي” الصدر، مرددين بأنهم درسوا المنافس بشكل جيد، وحددوا نقاط الضعف فيه، وأن اللاعبين نفذوا ما هو مطلوب منهم بشكل دقيق، فتحقق الفوز.
ـ هكذا هو الحال عند الفوز، فماذا عنه “أي الحال” عند الخسارة؟
ـ إذا خسر الفريق، “تهرَّب” اللاعبون عن حضور اللقاء الإعلامي، وفضلوا “غرامة مالية” على أن يظهروا للحديث عن الخسارة! وإن ظهروا، فإنهم يلقون باللائمة إما على الإدارة، أو على المبرِّر “الثابت”، وهو عدم التوفيق، وأن كرة القدم فوز وخسارة!
ـ المدربون لا يختلفون كثيرًا عن اللاعبين! فالمدرب الذي بالأمس “عند الفوز” كان يقول إن الفوز تحقق لأنه درس المنافس جيدًا، ووضع التكتيك المناسب، يظهر “عند الخسارة” ويقول إن الخسارة كانت “قضاءً وقدرًا”!
ـ لست هنا “معترضًا” على القضاء والقدر، لكنني أسأل المدربين: لماذا عندما فازت فرقكم، أرجعتم الفوز إلى “عملكم الفني” ولم تقولوا إن الفوز كان “قضاءً وقدرًا”؟
ـ كرة القدم “عمل فني”، قد يصاحبه شيءٌ بسيطٌ جدًّا من “التوفيق وعدم التوفيق”، وهذا أمر طبيعي طالما هناك تدخل بشري، فعلينا أن نتوقع الخطأ، لكن لا يجب أن يكون القضاء والقدر “شماعة” الخسارة، ولا نتحدث عنه عند الفوز!
ـ على المدربين واللاعبين “لكي يرتقوا” بعملهم، أن يكونوا “واقعيين”، ويواجهوا أنفسهم والمجتمع بالاعتراف “بالخطأ أو الخلل” الفني بعد الخسارة، ويخرجوا أمام الإعلام ليبرروا “خسارتهم” بشكل فني، أما الحديث عن “القضاء والقدر” فلا يمكن أن يصلح حال لاعب، أو فريق.
ـ اللاعب إذا ألقى بلائمة الخسارة على “القضاء والقدر”، فهذا يعني أنه لن “يدرس” عيوبه وسلبياته وأخطاءه، بالتالي لن يصلح منها شيئًا طالما هو “مقتنع” بأن الخسارة كانت قضاءً وقدرًا، ولم تكن بسلبية منه بوصفه لاعبًا.
ـ الأمر ذاته ينسحب على المدربين الذين عليهم أن يواجهوا أنفسهم ولاعبيهم، ويكشفوا أن الخسارة كانت بخلل “فني”، وأن الحسابات الفنية لم تكن “موفَّقة”، أو أن اللاعبين لم يطبِّقوا التعليمات كما ينبغي.
ـ أيضًا “الشجاعة” بأن يعترف اللاعبون والمدربون بأن “المنافسين” من لاعبين وجهاز فني، تفوَّقوا، وهذا حقٌّ يجب حفظه وقوله، لأن قوله “اليوم” يعني أن الآخرين سيقولونه مستقبلًا عن الفريق الآخر.