كلاسيكو الوطن
بين واقع ومأمول
تعود المتعة إلى ميادين الكرة عندما تستأنف مسابقة دوري كأس محمد بن سلمان، حيث يعود الركض مجددًا بعد توقف فرضته مشاركة منتخبنا السعودي في التصفيات الآسيوية، إذ يستهل اليوم الأهلي والرائد شريط منافسات الجولة الـ 25 والتي انطلقت بلقاء مقدم خسره الوحدة برباعية أمام أبها، وتستكمل المباريات بلقاء التعاون طرف نهائي كأس الملك الأول والعين، أما ضمك فسيستضيف النصر، والباطن الذي يتطلع لإحداث مفاجأة على أرضه أمام الشباب، في حين أن الفيصلي وبنشوة التأهل التاريخي لنهائي كأس الملك على حساب النصر يستقبل الفتح، كما أن هناك لقاء مرتقبًا وهو كلاسيكو الشرقية بين الاتفاق والقادسية.
أما لقاء قمة الكرة السعودية فهو كلاسيكو الوطن الذي يفوق في متعته مباريات الديربي وليس له كلاسيكو مثيل في ملاعبنا، وهو الذي يجمع الاتحاد بالهلال وسط أجواء متباينة، حيث يعاني الأول من غياب مصدر الأمان في الفريق حجازي ورفيقه زياد في نفس الوقت لتكون ضربة موجعة من المنتظر أن يسعى الثاني جاهدًا لاستثمارها لمواصلة صدارته لفرق ترتيب دوري كأس محمد بن سلمان بعدما فقدها لأسابيع لمصلحة الشباب ولا يرغب في تكرار ذلك تحت أي ظرف كان، وتعزز حظوظه عوامل عديدة أبرزها التكامل بين خطوطه المختلفة، ناهيك عن الفاعلية الهجومية حيث يأتي ثانيًا بعد الشباب وأولًا بالجوانب الدفاعية مشاركةً مع التعاون، في حين تشير الأخبار إلى احتمالية غياب أحد أبرز مفاتيح لعب الهلال حيث نسب إلى تقارير طبية احتمالية غياب نجم الفريق سالم الدوسري عن اللقاء بداعي الإصابة.
ورغم أن الأفضلية على الورق تميل لمصلحة الهلال، إلا أن لقاء كلاسيكو الوطن له مقاييس خاصة عادة ما تظهر داخل المستطيل الأخضر وهو لا يخضع للمعطيات المسبقة، فالاتحاد يظل كبيرًا بتاريخه وإنجازاته ونجومه وله طموح لربما غير معلن، ولكنه حق مشروع يتجسد في الرغبة الجامحة في اعتلاء عرش الكرة السعودية عبر خطوات تبدأ بالحصول على نقاط المتصدر كما حصل على نقاط الوصيف.
عمومًا كل التوفيق نتمناه للعملاقين الاتحاد والهلال في لقاء الغد، والأمل في أن يقدما مباراة تليق بالحدث وتليق بكلاسيكو له جماهيره حتى من خارج حدود الوطن، كما نأمل في أن يكون اختيار لجنة الحكام قد وقع على طاقم تحكيمي جيد لا يرتكب أخطاء تؤثر على نتيجة المباراة.