غيبوبة
جماعية
من سوء حظ اللاعب فيصل الخراع، لاعب الاتحاد الأسبق والجيل حاليًا، أن الخبر ـ الخبطة الصحفية ـ الذي انفردت به “الرياضية” ونشرته في قلب صفحتها الأولى عبر محررها المميز بندر العتيبي صادف أول يوم عيد الفطر، وهو اليوم الذي عادة ما يسمى بالغيبوبة الجماعية، وهو مصطلح كوميدي ابتكره السعوديون للسخرية من سهرهم وإرهاقهم ليلة العيد للغلبة الغالبة من المجتمع، بحكم تغير إيقاع الساعة البيولوجية وعدم انتظام دورة النوم والاستيقاظ ونمط الحياة العادية.
يقول الخبر باختصار إن اللاعب الخراع صدر له حكم من مركز التحكيم الرياضي في سبتمبر 2019 ـ قبل تسعة عشر شهرًا ـ بدفع مستحقاته خلال ثلاثين يومًا وفي نوفمبر 2020 ـ قبل ستة أشهر ـ ألزمت لجنة الانضباط نادي الاتحاد سداد المبلغ خلال ثلاثين يومًا، وفي حال عدم السداد سيتم إيقاع العقوبة المتضمنة حسم ثلاث نقاط، وبعدها بثلاثين يومًا من عدم التسديد سيتم منع النادي من التسجيل، وبعد ثلاثين يومًا يتم هبوطه للدرجة الأدنى بحسب المادة 85 من لائحة الانضباط، كما لاحظتم دونت فترات مدة الأحكام بجملة اعتراضية، لتكشفوا طول الوقت الذي انتظره اللاعب للحصول على مستحقاته، والأدهى والأمر أن اللاعب وفق الخبر منح إدارة الاتحاد فرصة للسداد، كما أشار أنه أرسل خمس رسائل عبر البريد الإلكتروني إلى لجنة الانضباط وتم تجاهل الرد، وفي الرسالة السادسة قيل له إن طلبك منظور ولم يتم اتخاذ اللازم حتى ساعته.
أي تجاهل بحقوق اللاعب، وأي استخفاف طوال هذه المدة، وأي تراخٍ وتهاون بعدم تنفيذ القرارات التي نصت عليها لوائح الانضباط، وأي ضعف واضح يمكن وصف لجنة الانضباط، وأي خذلان واجهه من اتحاد الكرة أو حتى وزارة الرياضة للحصول على مستحقاته طوال هذه المدة، سؤال كبير يمكن طرحه على كافة الجهات ذات العلاقة، وقد يكون أكثر من اللاعب الخراع يواجه مثل تلك التجاوزات، ولكنها بالتأكيد ليست بتلك الفترة الطويلة التي قضى فيها اللاعب بحثًا عن حقوقه.
أسئلة كثيرة تتناثر هنا وهناك حيال استمرارية ملاحقة اللاعب لمستحقاته، وهل الأسباب تكمن في قوة النادي وهيبته في عدم اتخاذ إجراء مقارنة مع بعض الأندية التي تلاحقها الإنذارات أو ضعف للجنة الانضباط أو تخاذل لمن لديه القدرة على سرعة تنفيذ القرارات أو جميعها، والمؤكد أن غيبوبة جماعية طالت أطراف القضية صغيرها وكبيرها منذ ذلك الوقت وحتى ساعته.