2021-05-29 | 22:47 مقالات

لست الفائز الوحيد يا «فيصلي»..!!

مشاركة الخبر      

لم يكن مساء الخميس الماضي عاديًا بالنسبة لي وللكثيرين غيري.. كانت ليلة حالمة جميلة مليئة بالواقعية والفرح معًا.. الليلة التي بدأت باستعداد وترقب وانتهت بفرح كبير للرياضيين بشكل عام ولأبناء “حرمة” بشكل خاص.
في تلك الليلة كان الجمهور الرياضي والمتابعون محليًّا وخارجيًّا على موعد مع وجبة رياضية كاملة الدسم، قدمها أفراد التعاون والفيصلي في مباراة أوفت بوعودها كمًا وكيفًا، فكانت نموذجًا للمستويات الفنية التي وصلت إليها أنديتنا خلال الأعوام القريبة الماضية.
في تلك الليلة كان الجميع منبهرًا بالتجهيزات التي كانت عليها منصة التتويج وقاعة الفرح، وأعني بذلك “الدرة” التي ظهرت بكامل جمالها في صورة بديعة لا نمل مشاهدتها في استاد الملك فهد الدولي، وهو الأمر الذي تزامن مع جودة النقل التلفزيوني بكل تبعاته قبل وأثناء وبعد المباراة من فرق العمل الإعلامي السعودي المتمكن.
وحين أذكر تلك الليلة فلا يمكن أن أنسى أدوار ومهام ومسؤوليات رجال القيادة الرياضية التي تابعت كل إجراءات الإعداد والتنظيم والحضور الجماهيري، وكل ما صاحب ذلك الحدث البهي من احتياجات وأعمال قد يراها المشاهد عادية وقد لا يلاحظها أساسًا، لكنها في الواقع أكبر وأهم مما يعتقد المتابع.
في مساء الخميس “الونيس” لم يكن نادي الفيصلي الفائز الوحيد.. صحيح أنه انتصر في نهائي كأس الملك وتوج نفسه بطلاً كبيرًا لهذه النسخة بكل جدارة واستحقاق، لكن انتصاره كان انتصارًا ذا أبعاد متعددة وفي كل الاتجاهات.. فبانتصاره انتصرت النظريات العقلانية التي كانت نبراسًا لإدارة “فهد المدلج” وكافة أعوانه الكرام على مر السنين.. وبانتصاره انتصرت السياسات القائمة على المفاهيم الإدارية الاحترافية في منهجها وأدائها.. وبانتصاره انتصرت الأنظمة والضوابط المالية التي كان “الفيصلي” وما زال مثالاً يحتذى به في تطبيقها وبكل إتقان.
كثيرة هي الأحداث الرياضية التي مرت على ذاكرتنا طوال السنين، لكن القليل منها يبقى راسخًا لا يمحوه الزمن، وفي اعتقادي أن بطولة كأس الملك الأخيرة ستظل باقية في ذاكرة المتابع الرياضي لأزمان، عطفًا على كل ما صاحب البطل من ظروف ومتغيرات قبل وأثناء النهائي “الحلم”.
تعمدت عدم التوسع في مدح رجال يستحقون المديح أكثر وأكثر فقد سبقني الكثيرون لذلك لكني سأكتفي بالدعاء للمهني الوفيّ “فهد بن عبد المحسن المدلج” وكافة زملائه بالتوفيق والمزيد من النجاحات، وأن يرزق الله رياضتنا بالكثير من تلك النماذج الإدارية الرزينة والمشرفة في حضورها ..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.