2021-06-02 | 22:56 مقالات

لدي حلم

مشاركة الخبر      

حتى في أوروبا فإن عدد اللاعبين غير المحليين محل جدل، وهي قضية تطفو على السطح بين حين وآخر، فلقد رفض مفوض الوظائف والحقوق الاجتماعية في الاتحاد الأوروبي تخفيض عدد اللاعبين غير المحليين في الأندية الأوروبية، وذلك استنادًا إلى أن اللاعبين هم موظفون، وأن مبدأ حرية الانتقال في أوروبا يجب أن يُحترم، وأعتبر أن تخفيض عدد اللاعبين غير المحليين فيه نوع من التمييز العنصري. وكانت رابطة الأندية الأوروبية قد رفضت منذ فترة قانون “6+5”، الذي تقدم به الاتحاد الدولي لكرة القدم، والرامي إلى تخفيض عدد اللاعبين غير المحليين في الأندية.
لذلك نجد اليوم أن هناك بعض الفرق الأوروبية لا يمثلها أي لاعب من نفس البلد، ولكن للأسف ذلك يقتصر على الأوروبيين فقط، وبذلك نعود إلى المربع الأول، مربع التمييز العنصري، ولكن بثوب أوروبي لا يراه مفوض الوظائف والحقوق الاجتماعية في الاتحاد الأوروبي.
أما في دوري الرابطة الوطنية الأمريكية لكرة السلة “NBA” فكما يقول مارك كوبان مالك فريق دالاس مافريكس إن الأبواب مفتوحة على مصراعيها لكل لاعب موهوب في العالم للانضمام إلى فريقي دون أي قيود أو شروط، فقط أن يكون لديه إمكانيات تمثل إضافة للفريق الذي يضم بين صفوفه سبعة لاعبين أجانب، بينما يتواجد في البطولة أكثر من مئة لاعب غير أمريكي من خمسٍ وستين دولة.
وشخصيًا لدي حلم أن أرى الحواجز تزول، وأن تترك للأندية على مستوى العالم حرية انتقاء لاعبيها كيفًا دون الارتكان إلى الجنسية، وكمًا دون تحديد أي عدد من اللاعبين غير المحليين، وأن تلغى كلمة أجانب من قاموس كرة القدم تحديدًا والرياضة على وجه العموم، فامتدادًا لنفس مبدأ مفوض الوظائف والحقوق الاجتماعية في الاتحاد الأوروبي ـ مع توسيع الرؤية إلى كل دول العالم وليس فقط الاتحاد الأوروبي ـ أرى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم من المفترض أن يعزز لإزالة القيود وتحرير اللاعبين، ويفعّل مبدأ حرية الانتقال دون تحديد أعداد معينة. كما آمل أن تتمكن أندية كرة القدم في كل دول العالم من التعاقد مع احتياجاتها من اللاعبين كمًا وكيفًا، كما يرى مالك فريق دالاس مافريكس، أن الرياضة كانت سباقة إلى العولمة لتزول في خضمها الحدود الجغرافية، كما أنها تحمل رسالة سلام وتنبذ التمييز. وأعتقد أن الأوان قد آن لأن تتحرر من كل القيود بكافة أنواعها، وأن تكون نواة لعالم جديد ركيزته الأساسية الإبداع.