2021-07-17 | 22:10 مقالات

9.68 ..!!

مشاركة الخبر      

كثيرة هي الأحداث الرياضية، لكن القليل منها يبقى في الذاكرة وتحتفظ به العقول، ليسافر عبر الأزمان بعد أن يتناقله الجيل تلو الجيل.. وصاحبنا هذه المرة أحد القلائل الذين حفروا اسمهم في تاريخ الرياضة عبر الزمن، ولا أبالغ إن قلت أن تفرده سيبقى بلا منافس لعقود قادمة والعلم عند الله.
تعود قصتي إلى ظهيرة الـ 16 من أغسطس للعام 2008، حيث كنت من بين عشرات الآلاف من الشغوفين المترقبين في مقاعد “عش الطائر”، وهو الملعب الأولمبي بالعاصمة الصينية بكين.. يومها كنت ألبي جزءًا من رغباتي الرياضية المتعددة، وأنا أحضر ثاني أيام “أم الألعاب” على منصة الأولمبياد، والشوق يحيط بي لمشاهدة منافسات ذلك اليوم، وفي مقدمتها نصف نهائي ونهائي سباق 100 متر للرجال بمشاركة ابن “تيريلاوني” الجامايكي “يوسين بولت” المعروف بـ “البرق بولت”.
لا زلت أتذكر جيدًا تلك العاصفة من التصفيق والصيحات التحفيزية المعجبة بأسطورة الرياضة العالمية، والتي سبقت إعلان المذيع الداخلي لإعلان اسمه ضمن قائمة المشاركين في مشهد رياضي عظيم كان فيه “بولت” في الموعد، ليس فقط في تلبية نداء وطنه وتحقيق الذهبية لجامايكا، بل في كونه جديرًا برهان وثقة كل المحبين والعشاق، إذ حقق في ذلك السباق “الشهير” حضورًا لافتًا وأداءً بدنيًّا جعله يحطم الرقم التاريخي لسباقات 100 متر بزمن مقداره 9.68 ثانية، بعد أداء ملفت ظهر فيه متقدمًا بحوالي 8 أمتار عن أقرب منافسيه، بعد أن رفع يديه مشيرًا إلى الفوز قبل أن يصل إلى خط الأمجاد!
وبالطبع لم تقف حكاية الأسطورة عند ذلك المشهد، فقد امتدت إلى تحقيق رقم قياسي آخر هو 9.58 ثانية كأسرع رجل في العالم، وامتدت ليتبعها بعد ذلك بثلاث ذهبيات أولمبية عام 2012 في لندن، والتي كان لي شرف حضورها هي الأخرى من أرض الملعب، كذلك لتنام في ذاكرتي مع غيرها من الأحداث الرياضية التي كنت أحد الشهود عليها من أرض الميدان وما أكثرها.
أما عن السبب الذي دعاني لاستذكار ذلك، فهو قرب انطلاق الحدث الرياضي الأهم على الإطلاق، وهو الأولمبياد بكل ما تحمله دورة الألعاب الأولمبية من أهمية وقيمة بالغة باتت أحد عناوين تطور الشعوب وتنميتها البشرية شئنا ذلك أم أبينا.
أقل من أسبوع يفصلنا عن جرس البداية، وبلادي ستشارك في ذلك الحدث بأكبر وفد منذ تاريخ انطلاق الأولمبياد.. فهل سيكون لنا موعد مع الفرح وكتابة تاريخ سعودي جديد؟ أتمنى ذلك وقبلي ملايين السعوديين المنتظرين.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..