نصر الفن
وهلال المشاكل
يحق للنصراويين التباهي بفريقهم حتى وإن خسر، ويحق لهم الامتعاض من الحكم الأسترالي الذي رغم جودته في كثير من المواقف، لكنه لم ينصف النصر في حالة كانت تستحق البطاقة الصفراء الثانية للاعب الكوري بإجماع النقاد، لتتغير مجريات المباراة رأسًا على عقب، وبقي الهلال مكتملاً دون وجه حق وخسر النصر لاعبًا استحق الطرد، فأصبح ميزان العدالة مختلاً، ويحق للهلاليين ارتفاع حالة فرحهم حد الجنون ونصب رايتهم في ملعب مرسول بارك، فهذا النصر الذي كانوا يرونه صاحب المركز الثامن يكسبونه ناقصًا عدديًّا ومكتملاً فنيًّا بفعل فاعل، وهذا الملعب الذي كان بحوزتهم وتم انتزاعه قسرًا وعنوة عاد لمنافسهم لعشر سنوات.
من شاهد اللقاء دون معرفة حالة الطرد النصراوية يشك كثيرًا في نقص الفريق، فالأصفر كان لونه طاغيًا في الملعب حضورًا وامتلاكًا وفرصًا محققة ومواتية أمام المرمى بدأت من حمد الله أولاً وتاليسكا ثانيًا، وانتهت في الوقت الضائع من كرة مادو، حتى مدرب الفريق بيدرو كان نجمًا في اللقاء بدءًا من اختيار التشكيلة ومرورًا بالطريقة التي رسمها للفريق وانتهاءً بالتغييرات الشجاعة التي أحدثها، رغم النقص العددي فسجل لدى جمهور فريقه حالة رضا وإعجاب في ثاني مباراة يقودها للفريق، ولو كان الثلاثي ماشاريبوف والصليهم وسلطان الغنام في حالتهم الفنية لكان النصر فارقًا في الملعب بمراحل، ومن حق محبي النصر أن يفتخروا بفريقهم ولاعبيهم الذين أكدوا علو كعبهم رغم الخسارة، فالحالة المزاجية بين عشاقه اتسمت بالرضا من الأداء ومن مدرب نجح في إدارة اللقاء بامتياز.
في الجانب الهلالي لم يتذكر الكثير من المتابعين فوز الهلال إلا عند قيام مدافعه البليهي بعد اللقاء برفع الراية في وسط الملعب، وهي حالة قد لا تربط باللعبة كثيرًا بقدر ما تكون لها تبعات نفسية سواء من اللاعب نفسه أو حتى من غيره، فتلك الحالة تمثل تنفيسًا لما فيه داخله، لكنها بالمناسبة ليست المرة الأولى التي يتسبب الهلال بمثل تلك المشاكل داخل الملعب أو خارجه، ولو عدنا للذاكرة لما فعله سالم الدوسري بالحكم الإسكتلندي وضربه، وقبله دخول النعيمة وإيقافه الشهير، وكذلك دخول مشجع هلالي وسط المباراة أو تهديد عضو هلالي لحكم حتى وصل تمديد الوقت لدقائق تجاوزت السبع دقائق سجل منها الهلال التعادل في المباراة الشهيرة 3ـ3، وغيرها الكثير من المواقف الهلالية التي تؤكدها الأحداث أن الهلال بالفعل طرف ثابت للمشاكل والبقية متحركون.