وجهة
نصر
في أحد المواسم تحدث المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عن حصول فريقه على عدد وافر من اللاعبين المميزين في الانتقالات الصيفية، وأن ذلك سيمكنه من تحقيق بطولات الموسم فرد بقوله: الحصول على اللاعبين الجيدين أمر في غاية السهولة إلا أن الجزء الأصعب يتمثل في جعلهم يلعبون سوية.
يبدو أن هذه العبارة تتطابق كثيرًا مع الحال النصراوي الذي يملك دون شك فريقًا مدججًا باللاعبين البارزين نتيجة الصفقات التي أبرمها النادي على مدار ثلاثة أعوام، وهو ما رفع سقف الطموح لدى محبيه لدرجه أن هناك من أوصل الفريق إلى اكتساح نصراوي على مستوى البطولات لكن الواقع أن هناك خللًا داخل الفريق ينم عن عدم استقرار حالته الفنية، وبالتالي تشكلت لدى الفريق عدة مطبات فنية وإدارية أعادت الفريق إلى الوراء سواء تلك التي تعاقب فيها عدد من المدربين وحتى الإدارات ولوعدنا بالذاكرة قليلًا خلال السنوات الماضية لوجدنا الفريق الأصفر من أكثر الفرق تغييرًا وتعديلًا في الأجهزة التدريبية والإدارية وهو ما أفقده الاستقرار.
في المباريات الأخيرة التي لحقت بالفريق شاهدنا كيف الفريق كان عاجزًا عن العودة وكانت جميع الأسماء المشاركة لا تعطي إيحاء بأن الجودة الفنية التي يحتضنها تستطيع أن تصنع الفارق، فالجمهور النصراوي من جهة مارس دوره في تقريع اللاعبين ومطالبته الدائمة بإخراج هذا وذاك والإدارة لم تستطع الوقوف على أرض صلبة في إعادة ضبط الأمور والمدرب لاحول له ولا قوة بعدما حضر في وقت عصيب وأصبح مطالبًا في كل مباراة بالفوز ولا غير مع توالي اللقاءات وحساسيتها وضيق الوقت الذي لا يتيح له العمل الفني الذي بالإمكان الحكم عليه بصورة واقعية، والمؤسف أن تتنازع النصر عدة أطراف وترى أنها صاحبة الحق في رؤيتها، سواء تلك الأطراف شرفية أو لاعبين قدامى أو جماهير، وهو ما أضاع البوصلة النصراوية حتى أصبح في مركز لا يليق به، وقد يكون خرج من المنافسة على بطولة الدوري بشكل كبير بعد سلسلة هزائم مبكرة.
لا حلول سحرية تعيد الفريق إلى حالته الطبيعية سوى مزيد من الوقت للعمل بهدوء والاستقرار وتمكين المدرب من استغلال فترة التوقف وإعادة تجهيز الفريق بمعسكر داخلي وخارجي وإعادة ترتيب الفريق والتجهيز لبعض الاستقطابات المحدودة للمير كاتو الشتوي وفق رؤية فنية بحتة أما استمرار الشحن والتأزم ورمي التهم بين النصراويين، فإنه لن يجني منه إلا مزيدًا من الفوضى والخسائر.