النصر بين الصعب والمستحيل
تزداد منافسات الدوري تعقيدًا جولة بعد أخرى، والسبب أن نتائج المباريات تفرض نفسها عكس التوقعات، ولأننا بعد لم نقتنع بالتوقف عن إطلاق التوقعات لما تنتهي عليه تلك المباريات على خلفية ما استقر عليه تقديرنا السابق لما عليه كل فريق حاضرًا، تستمر النتائج في هزيمة توقعاتنا.
هذا الموسم الرابع الذي دخلت على موازين القوى الفنية تغييرات كبرى ضيقت الفجوة، ومنحت من أحسن اختيار عناصره المحلية والأجنبية فرصًا أوفر حظًا، أما على مستوى البقاء في الدوري أو مناطقه الدافئة أو المنافسة على اللقب.
من ذلك تجد أن أندية في الوسط أنهت قلق الهبوط، وأخرى تجاوزت ذلك إلى التقدم مراكزًا أعلى، فيما هيئت ظروفًا أسرع من ذي قبل لعودة أندية إلى المنافسة على اللقب، لينتقل القلق إلى الأندية التي كانت تحتل مقدمة الترتيب بشكل تلقائي ودون دفع ثمن يوازي ما يتحقق لها.
النصر وبعد أن لعب تسع جولات فقد 14 نقطة، وهو رقم كبير لا يمكن تعويضه إذا أراد الحصول على اللقب إن استمرت أندية الاتحاد والشباب وضمك والهلال، في التنافس في ما بينها بحصد النقاط بذات المعدل فهذا يمنعه من التسلل بينها نحو الصدارة، إلا بفرضية واحدة فقط.
أن يحصل النصر على النقاط الست لمباراتيه المؤجلتين ويواصل جمع نقاط الفارق مع تغير تام لوتيرة حصد النقاط من الأندية الأربعة التي تتقدم عليه “نقطيًا”، وأن يحدث لها جميعًا ولو في فترات متفاوتة أن تفرط بالنقاط على ذات الصورة التي كان عليها النصر، الجولات التسع الماضية.
ولأن المرشح أن تتساقط النقاط من الجميع بنسب متفاوتة بما فيها النصر، تظهر استحالة تتويجه بـ “اللقب”، فيما تبقى فرصة تقليصه للفوارق النقطية تصاعديًا وانقضاضه عليه في المنعطف الأخير من الدوري ممكن لكن بـ “صعوبة”، وبين الحالين في الحديث عن “اللقب” معارك ثانوية بين أندية الوسط والمؤخرة من أجل “البقاء” ومنطقة “الدفء” لن تختلف كثيرًا عن المواسم الثلاثة الماضية.
الصعب يختلف عن “المستحيل” ومن ذلك فمن الطبيعي أن تعمد الأندية الأربعة منع النصر من الاختراق، أول هذه المصدات المحتملة مواجهة الهلال والنصر (المؤجلة) فهي تبقي النصر منافسًا في حال الفوز وتقصيه إن خسر، لأن بالفوز يبدأ النصر في تذليل الصعب، أما في الخسارة هذا يعني دخوله في نفق المستحيل.