2021-11-15 | 00:11 مقالات

المنتخب والهلال.. الثقة بحدود

مشاركة الخبر      

النصف الثاني من شهر نوفمبر، مصيري للكرة السعودية؛ فيه يخوض المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مباراة غاية في الأهمية أمام منتخب فيتنام، في طريق سعيه إلى الفوز ببطاقة سادسة للعب في كأس العالم، وبعدها بأيام يخوض الهلال نهائي دوري أبطال آسيا، في إطار مساعيه إلى الفوز بالبطولة الرابعة في دوري الأبطال والثامنة آسيويًا.
وهاتان المباراتان لا تقبلان أنصاف الحلول؛ ففوز الأخضر يعني الحفاظ على صدارته للمجموعة القوية، متفوقًا على أستراليا واليابان؛ وفوز الهلال يعني إضافة لقب جديد للوطن.
يملك المنتخب كما الهلال الأفضلية على الورق، فالأخضر أقوى فنيًا من فيتنام، والهلال في وضع فني أفضل من بوهانج الكوري، ولكن هنا حجر الأساس، هناك أصوات كثيرة تعتقد أن إضافة نقاط فيتنام هي مجرد وقت، معتمدين على الفارق الفني بين المنتخبين، متناسين أن عمان هزمت اليابان في اليابان، دون أي اعتبار للفارق الفني بين المنتخبين، وأن فيتنام تلعب بين جماهيرها، والركون للثقة وإن كان له أساس على أرض الواقع، يعني أن الأخضر لن يكون في أفضل جاهزية له، فالمبالغة في الثناء بعد الأداء البطولي أمام أستراليا، قد تقود إلى كارثة، ففيتنام منتخب قوي بالكاد نجحت اليابان في الفوز عليه بهدف يتيم في الجولة الماضية.
ما ينطبق على المنتخب، ينطبق على الهلال أيضًا، فالحالة الفنية العالية للهلال حاليًا، قد تنقلب كابوسًا في المباراة إذا دخلوها وهم يفكرون في احتفالات البوليفارد، فـ”بعض” الهلاليين يفكرون في كيف يحتفلون باللقب قبل أن يحصلوا عليها، ولو فكروا في ذلك أكثر فلن يحصلوا عليه.
الأصوات التي تشيد بقوة الهلال، قد تكون هي ذاتها الأصوات التي ستنتقده أو تسخر منه إذا خسر، سيان الأمر، فتاريخ كرة القدم يعج بفرق هزمت من هي أقوى منها بالروح والرغبة في الفوز، فهل يعي الهلاليون ذلك؟
لا يمكن اعتبار بوهانج صاحب الثلاثة ألقاب في دوري أبطال آسيا فريقًا ضعيفًا، حتى مع وضعه في بطولة بلاده، فمدربهم وضع لهم أولويات، في قمتها الفوز بكأس آسيا حتى لو أدى ذلك لخسارته محليًا، فالهلاليون يعرفون معنى الهدف الأكبر جيدًا، فهم فازوا بالسابعة بعد أن ضحوا ببعض مباريات الدوري، يذكرون جيدًا كيف أخرج لوشيسكو هدافه جوميز في الشوط الثاني من مباراة الديربي أمام النصر، كي يحتفظ به سليمًا للنهائي، وحقق الهدف الأهم، فالهدف الذي يبحث عنه مدرب بوهانج أكثر من مجرد دوري محلي، هي الزعامة الآسيوية، وهو هدف الهلال أيضًا.