الهلال الساكن في القلب المسترشد بالعقل
أقفل الهلال ملف أبطال آسيا بطريقة ”اللي بعده”، فهل حقًا يمكن أن يكون بعده ما يجعل من جمهوره أن ينتظر، يطالب يفرح يغضب أو يناكف غيره، أم يدير له ظهره؟
الهلال الذي احتار البعض أين يسكن فاختار له “العريجاء” ونادوه “بالعريجاوي” ذهبوا في فكرتهم، إلى رمزية المكان والاتجاه وكان عليهم التنبه إلى “الساكن” الذي يلوي الأعناق باتجاه “الوطن” بأكمله ويغير بوصلة الجهات نحوه، ويزين المكان ولا يتزين به.
الحقيقة التي يمكن لها أن تفيد من يريد أن يقرأ “الهلال” لأي غرض كان، هي أنه يسكن في قلوب عشاقه شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا، وتحلق روحه فوق كل الأمكنة، جمعه ومحاصرته صعبة إلى مستحيلة، ولكزه وهمزه ولمزه، هي الوبال لا الخلاص من حشرجة الحناجر، وارتعاش الكتابة.
منذ افترق الغريمان في نصف النهائي كان عنوان كل شيء “23 نوفمبر” الذي جرت تحت جسره مياه كثيرة، النظيفة والعكرة والنتنة، اكتب اليوم “24 نوفمبر” وقد استيقظ الفجر على نشيد “هنا الهلال” الذي جعل الماء زلالًا، لا فائدة من البحث عمن “أرشد” الهلال إلى أن يكون “دائمًا البطل”، هذه رسالة النادي عند تأسيسه لا رمزية إلا “لاسمه” ولا استرشاد إلا “بعقله”، هذه “جدارية” المؤسس “ابن سعيد” المحفورة في القلوب الخالدة في الذاكرة.
من لا يشجع الهلال لا يراه كما هو عليه، ربما يكون في صالح الهلال لأن التشخيص نصف العلاج وقد ضاع عليهم ذلك، قد يعمل أضداد الهلال على تشويهه أو شيطنته، هذا ينفع في معارك خلافية تعتمد على الشائعات والفبركات والتلفيق، في كرة القدم يوجد مستطيل عشب أخضر ومنصة وحوله مدرجات متفرجين وإعلام واتصال، من الضروري تغيير هذا السلوك من أجلهم لا من أجل الهلال.
التنافس على زعامة أندية آسيا بدأ بكأس الأندية أبطال الدوري لم يسمح لغيرهم بالمشاركة، بعدها استحدثت مسابقتان لأبطال الكؤوس ثم السوبر إلى أن جمعت المسابقات في واحدة “دوري أبطال آسيا” 2003م”، ومن 2009م اقتصرت البطولة على أندية المحترفين وفي الطريق تعديلات أخرى، لكن يبقى الثابت على خارطتها بصمات الهلال الزرقاء... هل بقي ما يكتب نعم...؟