فرح الهلال وعقدة اللي بالي بالك
كان الأولى بالهلال وجمهوره وإعلامه مع إحراز البطولة الآسيوية أن يمارس الفرح بكل تفاصيله ومعانيه بعيدًا عن إسقاطات أو تهكم أو غمز أو لمز على النصر، لكن الأحداث تشهد والوقائع تؤكد أن الهلال لا يستطيع أن يعيش النشوة والابتهاج دون أن يكون النصر طرفًا ثابتًا وملازمًا لهم وهي عقدة نفسية أزلية تأصلت على مدى تاريخه مهما فاز من مباريات وأحرز من بطولات.
ويؤكد حقيقة ثابتة أن غريمه اللدود لا يسكن جغرافية المكان فحسب، بل يسكن ويتغلغل في أفئدتهم وعقولهم ومشاعرهم وأحاسيسهم في عز أفراحهم ونشوة بطولاتهم.
في ليلة التتويج الهلالي الليلة التي كان من المفترض أن تكون زرقاء خاصة كان النصر حاضرًا في الملعب وردد جمهوره اسم النادي حتى لو من باب التشفي أو التهكم وفي نهاية التتويج أعاد البليهي ركزته التي بدأها في مباراة النصر وابتهج محبوه وصفقوا لدرجة تجاوزت فرح هدفي الكأس، ولم يتوقف ذلك الأمر عند الملعب وامتد في الحفل الترفيهي الذي خرج فيها فنان العرب عن وقاره المعتاد وهيبته المعروفة على المسرح وتحدث في تصريحه عن الفوز الهلالي ولم ينس تلميحه عن اللي بالي بالك، أما الإعلام الأزرق فحدث ولاحرج عن إسقاطاته المباشرة وغير المباشرة رغم ترديده المتواصل أن النصر ليس منافسًا لهم ومع ذلك تجده في كل صغيرة وكبيرة يتصدر أقوالهم وأفعالهم.
الحقيقة الماثلة أمامي التي لا تقبل الشك أنه مع كل هذه السنوات وبعدما شاهدت الهلال وأسلوبه الذي يمارسه ويكرره مع الفريق الأصفر أيقنت أن الأذى النفسي والمعنوي الذي تركه النصر منذ تأسيسه على غريمه وفي حقب زمنية مختلفة وممتدة كان لها أكبر الأثر في التنفيس عما بداخلهم بطرق وأشكال مختلفة داخل الملعب أو خارجه حتى وصل بهم الحال الاستعانة بمحمد عبده وهنيدي والبلام.
ولأن النصر في عز انكساره هو من يصنع ويكتب الحدث حتى وهو غير مشارك ودون الاستعانة بصديق أو أجير ويكون حاضرًا باسمه سواء أراد منافسه أو لم يرد فقد كشفت ليلة التتويج كيف تغيرت بوصلة الإعلام بكل أشكاله وأنواعه واتجهت الأنظار داخليًا وخارجيًا نحو إعلان نادي النصر فسخ عقد عبد الرزاق حمد الله حتى إن كثيرًا من المتابعين راحوا يبحثون عن مسببات وتفاصيل الحدث وشكل في تلك الليلة وحتى ساعته الحدث الأبرز والأكثر تداولًا وانتشارًا.