2021-12-05 | 23:47 سيارات ومحركات

الراحل فرانك.. رجل أحلام السرعة

الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد
مشاركة الخبر      

استحضر سباق “جائزة السعودية الكبرى STC للفورمولا 1” ذكريات الأميرَ فيصل بن عبد الله بن محمد مع البريطاني السير فرانك ويليامز، مؤسس فريق “ويليامز” ورجل الأعمال، الذي توفي الأسبوع الماضي عن عمر 79 عامًا، قبل أيامٍ من خوض فريقه السباق على حلبة كورنيش جدة. واستعرض الأمير فيصل، في هذا المقال الذي أرسله إلى “الرياضية”، محطاتٍ من العلاقة القديمة بين السير ويليامز والسعوديين، التي جسدتها رعاية شركات سعودية، بينها الخطوط الجوية و”دلة أفكو” و “البلاد”، لفريق “ويليامز” في مواسم “فورمولا 1” 1979 و1980 و1981. وإلى نص المقال:
فرانك ويليامز، ​الرجل الذي ترك انطباعًا صادقًا يحمل معاني تعكس الإبداع والتفاني في خدمة وتطوير رياضته، التي بنى فيها رسالة يتذكرها ويقدّرها كل من تعامل معه أو كان له دور في هذه الرياضة.
ويليامز، كانت لي مناسبة مقابلته والتعرف عليه، عندما دُعِيت وبعض الإخوة الأصدقاء لحضور سباق “فورمولا 1” في مونت كارلو أواخر عقد السبعينيات الميلادية، عندما كان فريقه “ويليامز” مدعومًا بشركات سعودية، منها “البلاد” و”الخطوط السعودية” و”دله أفكو” و”تاج”.
​توالت المناسبات، سواءً بحضور بعض السباقات أو عندما كان يحضر إلى السعودية، وكانت مقابلته تعكس دائمًا إحساسًا بروح ذلك الرجل وشغفه وإيمانه برسالته، كانت تلك الرياضة هي حياته وهي معاشه. وهنا أتذكر معدن ذلك الرجل عندما تقدّم بعرضٍ حمله لي الأخ عمرو خاشقجي ورفعتُه إلى المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، وكان مضمون المقترح أنه بما أن شركاتنا تدعم فريقه فهو يرى أن الاستثمار الحقيقي في الإنسان، وهنا يقترح أن تتبنى مؤسسة الرياضة دعم شبابٍ من السعودية ليقوم بتدريبهم وتأهيلهم ليمارسوا هذه الرياضة، آملًا خلال سنوات أن يبرز منهم من يمثل السعودية كسائق للفورمولا 1. وأتذكر أن المبلغ المقترح كان في حدود خمسمائة ألف ريال سعودي سنوياً. وقد كنت مقتنعًا أن دولة مثل المملكة العربية السعودية بثروتها البترولية وشركة عملاقة مثل “أرامكو” يجب أن تلعبا دورًا في عالم المحركات وأن يكون هناك ممثل لنا في هذا العالم.
​لم تمنع الإعاقة ويليامز - بعد حادث تعرض له- من أن يكمل مسيرته، ويبادر في تطوير الرياضة، ويعمل بكل ما أُعطِيَ من قوة لدعم الرياضة ومنتسبيها. وأتذكّر، فيما يتعلق بدوره في مساعدة الشباب، عندما اتصلت به لكي يقيّم ابني الذي كان مهتمًا بسباق السيارات ومن الشباب السعوديين الذين برهنوا على تمكنهم وقدرتهم على المنافسة في هذه الرياضة، فقد حصد مراكز أولى على مستوى السعودية. لقد كان الرجل أمينًا في تقييمه عندما التحق به واستقبله بكل ترحاب ووجّهه قائلًا: إن هذه الرياضة تتطلب الكثير من الوقت و الجهد والالتزام أكثر بكثير من رياضات أخرى، فإذا كنت عازمًا على التحمل والمثابرة فيجب أن تقضي وقتك مشاركًا في الحلبات الأوروبية مبتدئًا بالفورمولا 3 و2 ومنها إلى الفئة الأولى. لكنه لم يتمكن بسبب وجوده في الصين، آنذاك، لإكمال دراسته.
​رحل ذلك الرجل الذي أوجد اسمًا للمملكة العربية السعودية في عالم سباقات السيارات من السبعينيات ولم يتحقق حلمه ليُسهِم
في الاستثمار في الإنسان السعودي
ليشارك كمتسابقٍ في هذا العالم. وكم كان بودّي لو أن القدر أسعفه ليرى ما تحقق اليوم في حلبة كورنيش جدة، وأن الأمل ما زال قائمًا بعزيمة شبابنا ودعم قيادتنا أن نرى بمشيئة الله في أعوام قليلة من يمثّلنا متسابقًا في حلبة كورنيش جدة.