جارديم والهلال من يقود من؟
كل الأندية تبحث عن الاستقرار الفني ووجود هوية وأسلوب تشكل في مجملها ثقافة يمكن لها أن تصبح إطارًا عامًا، ما بداخله معلوم وما ينتجه متوقع، ومن يدلف إليه يتمثل ذات الشيء أو يلفظه.
من عناصر الاستقرار اختيار المدرب المناسب للهوية طالما كانت ناجحة وتحقق الطموحات، كذلك إعطاؤها الفترة الكافية لمواسم عدة لتعزيز الهوية، وإضافة المزيد من الإنجازات أطول مدة ممكنة.
الهلال يمثل نموذجًا ناجحًا في الاستقرار وتبلور الشخصية، كل ما فقدها في مراحل متباعدة ما تلبث أن تلمحها قد عادت في الأسلوب ونوعية العناصر، جينات تتوارثها أجياله تتقاسم السمات وتتبارى في صنع الإنجازات.
المرحلة التي يمكن أن يفقد فيها الهلال هويته الفنية، وأن لفترة قصيرة أو تطول، تحدث عند طي صفحة جيل عبقري منجز كما هو الذي ما زال يتنفس مواسمه الأخيرة، جيل حافظ على اسم الهلال وأضاف لتاريخه.
عادة يمكن صناعة جسر يمر من عليه الجيل التالي ليستمر الفريق من خلال تصعيد مواهب جديدة تحل بالتدرج بدلًا عن تلك التي أنهت مهمتها، اليوم الخيارات اختلفت بعامل مساعد يتمثل في إمكانية جلب ثلثي الفريق من المحترفين الأجانب.
الاستقرار الفني والحفاظ على الهوية من خلال العناصر والأسلوب المتماثلين يحتاج إلى نجاح في اختيار المدرب والمحترف الأجنبي بحيث يكونان مناسبين للفريق المستقر فنيًا ويملك الهوية والشخصية لتستمر دورة النجاح الموجود أصلًا.
البرتغالي جارديم حضر مع الهلال هذا الموسم ربما بفكرة أن ينقله إلى المرحلة التالية من خلال الاحلال، وهو مطلب يفرضه معدل أعمار المحترفين المحليين، إلا أن وكما يبدو أن “جارديم” ذهب في تفكيره بعيدًا، حيث ما نراه حتى الآن هو “عبث” في الهوية.
الهلال المستقر فنيًا وصاحب الهوية يحتاج لمن يستثمر فيه ويطور أدواته، وإذا كان من عوامل الاستقرار استمرارية الجهاز الفني لفترة أطول، فالمقصود بذلك المدرب الذي يسعى لتعزيز الاستقرار وليس المساس به.
يبدو أن “جارديم” لا يفرق بين قيادته لفريق يعيش الاستقرار له منهج وأسلوب بفضل قدرات وخصائص لاعبيه وآخر يملك عناصر لكنه في حاجة لصناعة فريق، وفي زاوية سابقة ذكرت أن على “جارديم” أن يراقب الهلال أكثر من أن يدربه، لأننا لاحظنا أنه يجرب منهجه القابل للنجاح والفشل على منهج الفريق الناجح.