مزار أثري يتخطى قرنا.. وسكن البلجيكي مؤسس مصر الجديدة قصر البارون..
خليط ثقافات شرق القاهرة
يوثّق قصر البارون إمبان، الذي زارته “الرياضية” أخيرًا شرقيّ القاهرة، تداخُل الثقافات الأجنبية في العاصمة المصرية قبل 100 عام.
يتألف القصر الخرساني، الواقع على طريق صلاح سالم، من مبنى على الطراز المعماري الهندي القديم، يتوسطُ ساحةً واسعةً، بها مجسمات يونانية وهندية، فيما تتقدمه سلالم حجرية تشبه نظيرتها المميِّزة لمبانٍ أثرية أوروبية.
يفتح الموقع، الذي تديره وزارة السياحة والآثار المصرية، أبوابه يوميًا بين الـ 09:00 صباحًا والـ 03 عصرًا، أمام الزوار المصريين والأجانب.
وحسب لافتاتٍ تعريفيةٍ داخل ساحته، بنى البلجيكي إدوارد إمبان، رجل الصناعة الثري، القصرَ بين عامي 1907 و1911 سكنًا خاصًا له في مدينة مصر الجديدة “هليوبوليس”، التي شيّدها بمشاركةٍ من الأرميني المصري بوغوص نوبار باشا، صديقه ونجل نوبار باشا، رئيس وزراء مصر الأسبق.
بعد ارتقاء السلالم الخارجية، يدخل الزائر إلى طابق أرضي في المبنى الرئيس، يضم قاعات استقبال. فيما يصعدُ عبر سلّم حلزوني مستورد من إيطاليا إلى الدور الأول، الذي كان مخصصًا للمعيشة، ثم عبر سلّم من خشب الأرو إلى السطح حيث كان البارون إمبان ينظم احتفالاته. وتحت الدور الأرضي، يقع طابق يضم المطبخ وغرفًا كانت للخدَم وأخرى للتخزين.
وفي جانبٍ من الساحة الخارجية، لاحظت “الرياضية” عربةً من قطار مصر الجديدة الكهربائي القديم نُقِلَت للعرض الدائم داخل القصر.
كان إمبان ذاته شيَّد، مع بوغوص نوبار باشا، السكة الحديد الكهربائية “الترام”، التي تعمل حتى الآن في بعض مناطق شرق القاهرة.
ويُكلِّف الدخول إلى القصر، الذي صمّمه الفرنسي ألكسندر مارسيل المهندس المعماري، تذكرةً بـ 30 جنيهًا مصريًا “أكثر من 7 ريالات سعودية”.
وحيُّ مصر الجديدة من أقدم وأرقى أحياء القاهرة، لكنه كان أحدثها عندما أسّسه صاحب القصر عام 1905، بعد قدومه إلى مصر من الهند لأهدافٍ اقتصادية.