المخرج المصري يرفض سطوة النجوم.. ويحذّر من «المباشرة» عبد الخالق:
الإنسانية سر بقاء أفلامي
يُعد من جيل المخرجين الكبار الذين قدموا أفلامًا عُدَّت من روائع السينما المصرية. بدأ حياته المهنية مخرجًا مساعدًا عام 1966، ثم قدَّم أول أفلامه الطويلة في 1972، وحمل عنوان “أغنية على الممر” من بطولة محمود مرسي، وصلاح قابيل، ومحمود ياسين، وصلاح السعدني. علي عبد الخالق، المخرج المصري، في حواره مع “الرياضية” كشف عن أسباب تراجع السينما المصرية، ودور المخرجين، وقدَّم روشتة النجاح لنظيرتها السعودية.
01
هل تتابع الحركة السينمائية حاليًّا، وهل أنت راضٍ عنها؟
أنا من محبي السينما، وأستمتع عندما أجلس في صالة العرض وأشاهد عملًا جيدًا، لأن الأفلام السيئة أصبحت الطاغية، عربيةً كانت أم أجنبية، عكس الفترة التي كنا نعمل فيها فقد كانت السينما بديعة ومتألقة جدًّا، وتقدم أعمالًا ذات قيمة فنية عالية.
02
ما آخر فيلم شاهدته ونال إعجابك؟
فيلم “تيته رهيبة” لمحمد هنيدي وسميحة أيوب، الذي صدر في 2012. مازلت أستمتع بمشاهدته في كل مرة يعرض، ومن الممكن أن أشاهده عشرات المرات دون ملل، فهو من وجهة نظري أكثر عمل يتضمن مواصفات الفيلم الكوميدي الحقيقي.
03
هناك أعمال قديمة ما زالت تنبض بالحياة، منها أفلامك، ما السبب؟
صحيح، والسبب فيما يخص أفلامي أنها كانت تتناول قضايا عامة، فلم أقدم قصصًا تقليدية، لذا نجد أن تلك الموضوعات تتجدد مع كل مرحلة زمنية، وهذا حاضر في أفلام مثل ”البيضة والحجر” و”الكيف” و”إعدام ميت” و”شادر السمك” فكل عمل منها كان يحمل قضية إنسانية.
04
ما السر في الصبغة الإنسانية؟
عندما تقدم عملًا مستوحى من الواقع، ويحمل قضية إنسانية، إذًا هو عمل تستطيع أن تتفهمه الشعوب الأخرى، ويراه المشاهد في كل وقت، فيشعر بالقرب الإنساني بينه وبين أبطاله. فيلم “العار” لنور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي ونورا، على سبيل، قُدِّم عام 1982، لكنَّ يمكن أن يعبِّر عن قضية يمر بها المجتمع الحالي، فالصراع بين الشر والخير قضية غير مرتبطة بزمن معين.
05
ماذا عن السينما السعودية، هل تتابعها؟
قرأت كثيرًا عنها، ومدى التقدم الذي تحققه، خاصة المخرجات السعوديات اللاتي قدمن أعمالًا نافست وعرضت في مهرجانات كبيرة ، وهو أمر كان لافتًا للنظر لحداثة التجربة. عندما يعلن عن ميلاد مخرجات مثل هيفاء المنصور، التي قدمت “المرشحة المثالية”، و”وجدة” اللذين عُرضا في أكثر من مهرجان، وحصلا على أكثر من جائزة، فإن الأمر بالفعل يعد بمنزلة مفاجأة بالنسبة لي.
06
ما الروشتة التي تقدمها لنجاح السينما السعودية؟
بدأت بشكل صحيح، فأعمالها تناقش قضايا محلية، وهي ما سيجعل أفلامها قابلة للحياة وتتذوقها الثقافات الأخرى، لكن من المهم أن تبتعد عن المباشرة، وهو الخطأ الذي أحيانًا ما يقع فيه بعضهم بقصد أو دون قصد لإبراز فكرته.
07
ماذا تعني بالمباشرة؟
أن تقول الشخصية مثلًا “أنا وطني وأحب وطني”، “المخدرات مضرة”. هذا خطأ كبير لأن هذه العبارات يجب أن تصل كإحساس للجمهور من خلال الدراما. أعتقد أنه ستكون هناك فرص أكبر لدى الشباب، من المؤلفين والمخرجين، لأن يقدموا أعمالًا تبهر العالم، وستكون السعودية إحدى أهم الدول في الإنتاج السينمائي خلال سنوات قليلة.
08
قلت إن جيل المخرجين الجدد جيل مظلوم، ماذا تقصد بذلك؟
أعني أن الظروف الإنتاجية التي يعملون فيها ليست صحية. في السبعينيات كنا نستخدم الأسلوب المتبع في العالم كله، فكانت منظومة صناعة الفيلم تدور كالتالي: تتولد الفكرة لدى المخرج والمؤلف، ثم تتحمس لها شركة الإنتاج، فنبدأ في مرحلة ترشيح الأبطال، وكانوا وقتها نجومًا كبارًا لو اعتذر أحدهم كان الدور يذهب للآخر، فكان المخرج هو قائد العمل.
09
ما الذي اختلف اليوم؟
الوضع أصبح مختلفًا تمامًا اليوم، فعندما يذهب المخرج والمؤلف بعمل جيد لا يقرأه المنتج، بل يطلب موافقة النجم المعين، الذي يدرك أن العمل لن يتم من دونه فيفرض شروطه الخاصة بالسيناريو واختيار الفنانين الآخرين. خلال العشرة أعوام الماضية اعتذرت عن عدم تقديم العديد من الأعمال لأنني لن أرضى بهذا الوضع، لكن وحتى أكون منصفًا فهناك بعض المخرجين ممن يملكون حضورهم وشخصيتهم.
10
قدَّمت أفلامًا حربية ومخابراتية عدة، ما رأيك في أفلام اليوم من هذا النوع؟
شاهدت فيلم “الممر” لشريف عرفة، المخرج، وأحمد عز، الفنان، ولم يعجبني، لأن فيه مبالغات كثيرة، وأنا لا أحب هذا النوع من المبالغات. عرفة مخرج له قيمة فنية كبيرة، لكنني للمرة الأولى أراه مخرجًا ومؤلفًا ولا أعلم لماذا؟ كان من الممكن أن يأخذ قصة لأبطال حقيقيين من أرشيف القوات المسلحة، وكانت ستعطي الفيلم قيمة أكبر.