الممثل المصري يحلم بنسخة جديدة من «حتى لا يطير الدخان» تايسون:
«أبو صدام» يصالح المهن
وضع لنفسه بصمة فنية في وقت وجيز، جعلته واحدًا من ألمع نجوم الشاشة الفضية في الوقت الراهن، مستغلًا حالة العشق الكبير التي تتملكه للفن، ورغبته في أن يكون جسرًا، ينقل عبره قضايا المجتمع، من خلال زوايا جديدة وبرؤى مختلفة وغير تقليدية. محمد ممدوح، الممثل المصري الشهير بـ ”تايسون”، في حواره مع “الرياضية” كشف عن كواليس أحدث أفلامه، ونجاته من حادث مروري أثناء تصويره، مبديًا رغبته في السير على خطى عادل إمام في “لا يطير الدخان”.
01
كيف كانت تجربة فيلمك الأخير “أبو صدام” الذي حصلت من خلاله على جائزة “أفضل ممثل” في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير؟
الفيلم لم يخِب ظني، وحقق النجاح الذي كنت أتوقعه، لأن فكرة السيناريو كانت مختلفة تمامًا عن الأفلام التي شغلت دور العرض أخيرًا، وانحصرت في الأكشن والدراما والرومانسية والكوميديا. الفيلم كان تجربة ثرية في كل تفاصيله.
02
ما الجديد في هذا الفيلم حتى تصفه بالتجربة الثرية؟
“أبو صدام” هو عودة إلى الأفلام التي تناقش حياة أصحاب المهن بشكل أكثر عمقًا، مثل السائق والموظف والمدرس والطبيب والفلاح. كان فيه شيء جديد يلمس حياة الناس، ويطرح مشكلاتهم، وهو ما حمَّسني لتقديمه، وجعل فترة تحضيره تستغرق عامًا كاملًا، خاصةً أن شخصية “أبو صدام” تحتاج إلى تحضيرات من نوع خاص لتركيبتها المعقدة وذات الأبعاد النفسية والرازحة تحت ضغوط متعددة سبَّبت له الكثير من المشكلات الأخلاقية والنفسية.
03
هل هناك خطوط عريضة وضعتها لشخصية “أبو صدام”، قبل الوقوف أمام الكاميرا؟
هذه النوعية من الشخصيات تكون ثرية دراميًا، فهي تعطي مساحة كبيرة للفنان حتى يخرج بها عن القوالب المحفوظة. استطعت من خلال جلسات عمل مع نادين خان، المخرجة، ومحمود عزت، السيناريست، أن نصل للتفاصيل الكاملة داخليًا وخارجيًا للشخصية، لذلك فجائزة أفضل ممثل التي حصلت عليها هي بالفعل جائزة لكل صنّاع الفيلم بلا استثناء.
04
ما صحة تعرضك لحادث سير أثناء التصوير؟
عادة لا أحب قيادة السيارات، لكن قررت تعلم قيادة شاحنة “تريلا” من شدة إعجابي بالشخصية، وتدربت عليها خلال أسبوع على يد اثنين من السائقين المحترفين، وفي أول يوم تصوير على أحد الطرق الصحراوية، وكان يجلس إلى جواري أحمد داش، الفنان، كدنا أن نتعرض لحادث، لولا لطف الله. هذا من أصعب المشاهد التي صوَّرتها، فقيادة شاحنة ضخمة أمر مرهق جدًا.
05
خضت عددًا من التجارب الإخراجية، كيف كانت تجربة عملك مع نادين خان، ابنة الراحل محمد خان، المخرج؟
سعدت جدًا بعملي معها في الفيلم، فهي مخرجة ذات موهبة كبيرة، وتتمتع برؤية ثرية، وعلى الرغم من أنها مقلة في أعمالها، إلا أنها دائمًا ما تلجأ إلى استخدام لغة بصرية مختلفة تضفي على أفلامها بصمتها الخاصة، وأتمنى تكرار العمل معها.
06
ما صحة رغبتك في إعادة تقديم أحد أفلام عادل إمام؟
عادل إمام مدرسة فنية لها خصوصياتها، وتعلمنا منها الكثير، وعلى المستوى الشخصي أتمنى تقديم فيلمه “حتى لا يطير الدخان” فهو من أهم ما قدمت السينما المصرية، لكن لن يحدث الأمر إلا حينما أكون مستعدًا بالشكل الكافي حتى يخرج المشروع بالجودة ذاتها وبوجهة نظر ورؤية مختلفتين تتناسبان مع تطورات العصر.
07
ما الذي يشغل بالك وأنت تقف أمام الكاميرا لتؤدي أدوارك؟
عندما أمثِّل لا أكتفي بتقديم الدور فقط، بل وأحمل على عاتقي أيضًا مشكلات وهموم وقضايا المجتمع، فمن واجبي أن أتفاعل معها ولا أنفصل عنها لأنني في النهاية ابن هذا المجتمع وفرد فيه، كما أن ما أقدمه يجب أن يحمل مضمونًا جيدًا، يمس الناس وقضاياهم.
08
بعد البطولة المطلقة وجائزة أفضل ممثل، شاركت ضيف شرفٍ في “العارف” لأحمد عز.. ما السبب؟
أنا أسير الشخصية التي أقتنع بها حتى لو كانت مشهدًا صامتًا في عمل سينمائي، أو درامي، فهناك فنانون حصلوا على الأوسكار بسبب مشهد واحد. ”العارف” امتداد لعمل ناجح جدًا ولاقى قبولًا جماهيريًا كبيرًا، والشخصية التي سألعبها مؤثرة بالخط الدرامي للعمل فلماذا أعتذر عنها.
09
كثير من أدوارك تكتنفها صعوبات بالغة، سواء في أداء الشخصيات، أو تصوير المشاهد، هل هذا يشير إلى شخصية تعشق التحديات؟
أنا بالفعل إنسان يعشق التحدي بشكل عام، خاصةً في الفن. آخر أفلامي “أبو صدام” كان بالنسبة لي بمنزلة تحدٍّ حقيقي، وأظن أن هذه الروح وصلت للجمهور وقدرها بشكل جيد. لدي اعتقاد بأن الإنسان عليه أن يسعى دائمًا إلى تحقيق أهداف عالية ولا يستسلم أبدًا، وهذا ما تعلمته من والديَّ.