الأهلي
والرجل الواحد
هذه المرة سأكتب عن الأهلي أحد أركان الأندية السعودية بطولات وجماهيرية، ويمكن القول إنه أكثر الأندية إنتاجًا للاعبين في الفرق الأخرى، نتيجة الضخ الكبير الذي كانت أكاديمية الأهلي تقدمه من اللاعبين، لكنه في الوقت نفسه أقل الفرق استفادة من تلك المخرجات.
وقد يكون عدم الصبر دورًا في ذلك أو الرؤية الفنية القاصرة في اكتشاف إمكاناتهم، التي تمثل جزءًا من المشكلة التي يعاني منها الأهلي حاليًا في قدرات اللاعب المحلي، والذي نجم عن ذلك تقهقره في مركز لا يليق بالفريق الملكي.
لكن بالتأكيد لا يمكن اختزال مشكلة الأهلي الفنية في اللاعب المحلي أو حتى اللاعب الأجنبي والمدرب، رغم قناعتي وقناعة الكثير من محبيه أن خيارات الموسم الجاري والمنصرم لا تنم عن جودة فنية يمكن مقارعتها بفرق أخرى أو اسم تدريبي يستطيع أن يقلل من سوء المشكلة الفنية في بعض المراكز، لكن كل ذلك لم يحدث ومع ذلك أرى أن ذلك جزء من الإشكالية.
باختصار الأهلي عاش منذ نشأته في رغد من العيش وبحبوحة من الإمكانات المادية، بدءًا من عهد الأمير عبد الله الفيصل والأمير محمد الفيصل وانتهاءً بالأمير خالد بن عبد الله، ولم يتعرض لأي هزة مالية تعكر صفوه طوال السنوات المالية.
ومع أن الأمر كان مريحًا في التعاقدات والإيفاء بالالتزامات مقارنة مع بقية الفرق الكبيرة، إلا أن عواقب ذلك وتبعاتها اتضحت فيما يعاني الأهلي منه حاليًا، فالاعتماد على الرجل الواحد ليشيل الجمل بما حمل مع عدم وجود صف ثانٍ داعم، وأقصد بذلك أعضاء شرف داعمين ومؤثرين ماليًا أوجد تلك الفجوة المالية التي تمثل أكبر معضلة وأكثر مشكلة من اختيارات لاعبين أو مدربين أو تطيح برئيس وتأتي بآخر.
ولأن الأهلي اعتمد منذ تأسيسه على الرجل الواحد فإن رحيله زادت الأمور تعقيدًا، بعد أن ترك كثيرًا من الإرث الذي لا يمكن لرئيس أو مجلس إدارة توفيره أو تحمله من تعاقدات ومتطلبات ومرتبات عدة ألعاب كانت تستنزف الملايين لتجلب البطولات، وهي الآن عاجزة عن تحقيق تلك الأمجاد السابقة.
فالفاتورة الباهظة التي كان الرجل الواحد قادرًا على دفعها لا يمكن لماجد النفيعي أو غيره دفعها باستمرار، وهذه ضريبة الاعتماد على الفرد أكثر من المجموعة، فالمشهد الأهلاوي لا يكشف لنا على المدى القريب أسماء شرفية يمكنها تكوين دعم شرفي مالي كبير يمكن تعديل مسار النادي مع المداخيل الأخرى التي ترد من وزارة الرياضة أو رعايات النادي.