2022-03-08 | 23:49 مقالات

من قصص الخيال

مشاركة الخبر      

يحكى يا سادة يا كرام أنه في سالف العصر حضر لاعب للطابة (مزيان بالزاف) على مستوى موهبته الفطرية، لكنه على المستوى الخلقي (نفسية) حاد المزاج ومتقلبه لدرجة أنه في المباراة الواحدة قد يثور في كل الاتجاهات.
هو في الأساس ذكي جدًا، فخطته الثابتة طوال مسيرته يبدع فيها في الموسم الأول حتى يصبح (نجم الشباك) ثم يحظى بعدها بحماية مدرج كامل، ثم تبدأ رحلة (سيطرة) إذا كان الفريق بكل مسيريه أضعف من مواجهته وإن كانوا أقوياء (مسكوه الطريقة المنشرحة)، حتى منتخب بلاده ما سلم من خربشاته وتجاوزاته.
حضر لفريق يعاني من مركبات نقص متجذرة في كل تفاصيل نسقه الثقافي، وبرع في الظهور الأول وتسلطن حتى أصبح (الكل في الكل) ولا أحد يستطيع مواجهته، بل الأدهى والأمر أنهم جندوا أنفسهم للدفاع عنه وتبرير أخطائه وتجاوزاته، فيتعامون عن التي يشاهدها (الكفيف) لدرجة استقباح الحسن واستحسان القبيح، وليٍّ لعنق الحقائق واستغفال للناس والمبادئ والقيم، فخلال ثلاثة مواسم مارس من التجاوزات ما الله به عليم، فركل ورفس وضرب وبصق وخنق الرفاق واعتدى على الحكام واستفز الجماهير وصدرت منه ممارسات خادشة للحياء بررت حتى من المسؤولين بـ(القرينتا)، واستمرت مشاكله في الملاعب والمطارات والطرقات وحتى منابر الفضاء.
كل هذا وهو يحظى بـ(حماية فولاذية) ورغم وضوح التجاوزات ووجوب العقاب وتعرّض غيره للعقاب بأفعال أقل وطأة مما يفعل إلا أنه ظل بمنأى عن العقاب المستحق حتى غادر بطريقة دراماتيكية.
بعد سنوات الحماية الثلاث ذهب لفريق آخر يشاطره اللون فقط، وهناك وبعد ثلاثة أشهر ومع أول تجاوز (غير مرئي) تم إصدار عقوبة إيقاف بحقه، ولا أعلم سرّ العقاب وسرعته علمًا بأن اللاعب أصلًا مصاب ولا يستطيع المشاركة في المباراة المعاقب بالحرمان منها، وهي عقوبة تشبه الحكم على ميّت بالجلد.
وتبقى الأسئلة معلقة لماذا حظي بالحصانة طوال سنواته الثلاث؟ ولماذا عوقب أخيرًا بعد انتقاله بطريقة كوميدية؟
الإجابات الصادقة تكشف زيف فكر المؤامرة وادعاء المظلومية، وما هي إلا وسيلة ربح غالبًا تؤتي ثمارها.

الهاء الرابعة
ما عاد بالحب حجة تنفع المخطي
‏ما دام حان الرحيل وصاحبك جازم
‏مشكلتك انك خذيت ولا تبي تعطي
‏ومشكلتي اني عطيت أكثر من اللازم.