هكذا يعيشون دور البطولة
منذ أن أعلنت لجنة المسابقات في رابطة دوري المحترفين المواعيد الجديدة لبقية جولات دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، والأصوات الاتحادية تتعالى منتقدة ومعتبرة أن الجدولة الجديدة صبت في صالح الهلال دون غيره، متناسية أن فريقها سيكسب خدمات صخرته الدفاعية أحمد حجازي، إضافة لعبد العزيز البيشي في الموعد الجديد.
لا اعتبارية لمن يطالب بأن يلعب الهلال الثلاثاء أمام الاتحاد مع بقية مباريات الجولة، على أن يلعب الخميس نهائي كأس، فالقوانين الرياضية تمنع أقامه مباراة خلال يومين، فأقل فاصل بين المباريات حسب نظام المسابقات هو ثلاثة أيام.
لماذا كل هذا الصخب، فالفارق بين مباراة الهلال والاتحاد، نهائي الكأس كان أربعة أيام، الفارق بينها بعد الموعد الجديد أيضًا أربعة أيام، فالهلال لم يكسب يومًا إضافيًا، بل كسب الاتحاد ستة أيام للاستعداد وعلاج مصابيه.
مشكلة كبيرة تعيشها رياضتنا، كل قرار لا بد أن يكون محض جدل وخلاف ونقد، وعودة لنظريات بالية، مع أن الأمور واضحة، تم إيقاف النشاط الرياضي ثلاثة أيام بتوجيهات عليا حدادًا على المغفور له بأذن الله الشيخ خليفة بن زايد، ثم تم تحديد موعد نهائي الكأس بعيدًا عن صلاحيات اتحاد الكرة، وهناك أيام “فيفا” التي لا يمكن خوض المباريات فيها، فمن الطبيعي أن تكون الجدولة بهذا الشكل، فالاتحاد لن يلعب 11 مباراة في شهر مثلًا.
لا معنى لكثرة الجدل، إلا أن رياضتنا باتت سامة، والاتهامات توزع مجانية، والهدف توفير أعذار جاهزة للخسارة، فإذا أخفق الفريق فقط صرخوا بالظلم مبكرًا، وإن فاز فقط هزم الخصم والحكم، واللجنة الظالمة، هي مسكنات لا أكثر.
هذا الجدل والاتهامات قد تنعكس سلبًا على الفريق إذا تسلل للاعبيه الشعور بالمظلومية، فيكونوا أكثر عصبية داخل الملعب.
الفريق البطل قادر على أن يهزم جميع الظروف التي تطرأ على الجدولة، خاصة وأن لم تلحق به ضررًا بينًا، ولم تكن النوايا السيئة واضحة فيها، ومتعمدة، فلا يمكن المطالبة بظلم الآخرين لكي أنعم بالعدل، وأن أطالب بأن يتضرر خصمي كي أكسب أنا، فأن لم تكن أهلًا للفوز في كل الظروف، فلن تكون بطلًا، وأن كنت بطلًا هذه المرة، فلن تكون مرة أخرى، فليس في كل مرة سيتم ضغط خصومك لتنهم بفوز سهل.
الحديث ليس للاتحاد، بل لكل من يعلو صوته معترضًا على كل شيء، ويرى أن العدالة لا تتأتى له إلا بظلم الآخرين، فالجدولة الأخيرة كانت عادلة، ولا يغضب منها إلا من لا يرضى الحظوظ المتساوية.