2022-06-06 | 00:39 مقالات

القرارات المرتعشة لا تبني منتخبا

مشاركة الخبر      

قبل عدة أيام، وضع الاتحاد السعودي لكرة القدم روزنامة الموسم المقبل أمام الأندية للموافقة عليها، وكانت تشمل عدة توقفات بسبب إعداد المنتخب السعودي الأول لكأس العالم 2022، ومبارياته الودية، وهو أمر اعترضت عليه الكثير من الأندية التي ترى في تلك التوقفات ضررًا لفرقها، وطالبت بتقليصها.
لا أعرف لماذا يشغل الاتحاد السعودي نفسه في أخذ مرئيات الأندية في أمر يجب أن تكون القرارات فيه سيادية.
لا معنى لاعتراض الأندية على أمر يجب أن يكون استثنائيًا، فالأولوية دائمًا يجب أن تكون للمنتخب السعودي وبرنامجه الإعدادي، وعلى الأندية ومدربيها أن تعدّ برنامجها للموسم المقبل بناء على الوضع القائم، وتستعد له.
لا يمكن إمساك العصا من المنتصف، إما المنتخب أو الأندية، إما سمعة الكرة السعودية أو بطولات الأندية المحلية، وعداد بطولات لا يهتم به إلا جمهور ذاك النادي أو الآخر.
المشاركة الأفضل للمنتخب السعودي في كأس العالم كانت بعد أن وضع الاتحاد السعودي مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار، وفرّغ لاعبيه لستة أشهر للاستعداد للمونديال، فهزم المغرب وبلجيكا، وصعد للدور الثاني، والمشاركة الأسوأ كانت بعد أن رضخ الاتحاد السعودي للأندية ومدد الدوري حتى الشهر الأخير من المونديال فخسر من ألمانيا بالثمانية ومن إيرلندا والكاميرون ولم يسجل هدفًا واحدًا.
حتى كأس آسيا الأولى لم تكن لتحقق لولا تفريغ لاعبي المنتخب لمصلحة الكرة السعودية.
لو رضخ الاتحاد السعودي لمطالب الأندية وجدول الموسم المقبل بناء على رغبتها وفكرها الضيق، ورمى بمطالب الفرنسي هيرفي رينارد مدرب المنتخب عرض الحائط، فستكون العواقب وخيمة، خاصة وأن المنتخب السعودي سيواجه الأرجنتين التي قست على إيطاليا قبل أيام قليلة، مجموعتنا ليست سهلة وتحتاج لإعداد مثالي، وهذا لن يحدث في ضل أنانية القائمين على الأندية الذين يفكرون في المنافسة المحلية بصورة ضيقة، ويتناسون عن عمد الصورة الأوسع التي يجب أن تكون لها الأفضلية في كل قرار يتم اتخاذه.
الأخضر بحاجة لبرنامج إعداد مكثف ومباريات ودية على مستوى عال، ومعسكرات متعددة، ليصل للدوحة وهو في أفضل إعداد ممكن، عندها لو أخفق المنتخب ولم يقدم المأمول منه ستكون ساحة الاتحاد السعودي والأندية قد برئت، واللوم كله على اللاعبين ومدربهم، ولكن لو أصر الاتحاد على إرضاء الأندية وتقليل فترات المعسكر وتقليل عدد المباريات كيلا تفقد الأندية انسجام لاعبيها، ويتوقف الدوري كثيرًا، فالاتحاد السعودي هو من يجب أن يدفع فاتورة الإخفاق، القرارات المرتعشة لم تنجح يومًا في بناء منتخب قوي.