2022-06-21 | 23:40 مقالات

«المتحلطمون» في النصر

مشاركة الخبر      

حين تولى الأمير فيصل بن تركي رئاسة النصر عام 2009م كان حينها مطلبًا بعد مواسم من الإحباط والتدهور عاشها النادي لأسباب كثيرة، أهمها شح الموارد المالية بخلاف أندية الهلال والاتحاد والأهلي التي كانت تجد الدعم وفي بحبوحة من العيش.
فيصل بن تركي استلم تركة ثقيلة وإرث مليء بالصراعات الشرفية والإعلامية والجماهيرية، وكان لا يمكن لأي رئيس غير فيصل بن تركي أن يستمر أكثر من موسمين أو أقل، إلا أن الأمير الشاب تحمل المسئولية مؤكدًا إصراره على الاستمرار في ظل ما يقدم له من نصائح عائلية بالاستقالة والابتعاد عن صراعات هو في غنى عنها.
فيصل بن تركي واجه هجومًا شرسًا من شرفيين ولاعبين قدامى وإعلاميين بارزين وجمهور “عاطفي”، وعاش وقتًا عصيبًا، وأنا شاهد عصر معه في تلك المرحلة، ألا أن ابن تركي واصل مشروعه لإعادة النصر للمنافسة ونجح في ظل شح الموارد المالية للنادي حينها.
فترة فيصل بن تركي أظهرت للسطح النصراوي فئة يمكن تسميتها بـ “المتحلطمون” مهمتها فقط أن تبقى في الأضواء بنهج الخط المعاكس لكل ما يصدر من إدارة النادي، حتى وهو يعود بطلًا بعد غياب طويل، وهي فئة للأسف أصبحت جزءًا من النسيج النصراوي الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال اجتزاؤها في ظل امتلاكها منصات في وسائل التواصل الاجتماعي وتحقق مكاسب شعبوية.
الفئة “المتحلطمة” أبرز صفاتها التناقض في المواقف وما بيع عقد فراس البريكان إلا واحد من عشرات الدلائل التي تؤكد أنهم فقط فئة تبحث عن البقاء في الأضواء ولا يمكن أن نصف ما يفعلونه بالنقد البناء وهو الأمر الذي يجب أن يفعله الجميع.
آخر تقليعات المتحلطمون وهي عادة لهم مع كل إدارات النصر المتعاقبة أن “بيئة” النصر غير جيدة متسائلين لماذا يبرز لاعبيه عند إعارتهم؟ وهو نهج تتبعه كل الأندية مع مواهبها لاستحالة مشاركتهم أساسيين وتتم إعارتهم، ثم يتم تقييم تجربتهم، وهو ما حدث مع العمري والنجعي وبخاري الذين عادوا ولعبوا مع النصر أساسيين، ثم تم اختيارهم للمنتخب من خلال النصر وليس من الأندية التي تم إعارتهم لها ما يدل على أن بيئة النصر مناسبة لاحتواء المواهب وتقديمهم للمنتخبات.
الإعارة ثبت أنها تجربة ناجحة من قبل إدارة النصر للمحافظة على المواهب، وهو ما يحدث الآن مع الرباعي الأولمبي العقيدي وأيمن والشمري ومران، إلا أن “المتحلطمون” أيضًا لم تعجبهم إعارتهم، وهم فئة يجب قمعها لحماية النادي كما فعل فيصل بن تركي وسعود السويلم.
وعلى دروب الخير نلتقي.