2022-07-12 | 23:27 منوعات

النجمة الكبيرة تكشف غموض «دولت فهمي» وأسرار «في مهب الريح»
هند: السينما خذلت المرأة

حوار: حنان الهمشري
مشاركة الخبر      

تحرص في كل أدوارها السينمائية على الدفاع عن حقوق المرأة، إيمانًا منها بدور الفن في إبراز مشكلات المجتمع وقضاياه، وتؤكد أنها تحاول أن تعوِّض من خلال أعمالها بعضًا من خذلان السينما للمرأة في مرحلة ما. الممثلة التونسية هند صبري في حوارها مع “الرياضية”، كشفت تفاصيل تجربتها الأخيرة في “كيرة والجن”، وتقمُّصها شخصية “دولت فهمي”.
01
بدايةً، كيف كان انطباعك بعد عرض “كيرة والجن” على شاشات السينما المصرية والعربية؟
سعيدة بالعمل الذي أعدُّه تجربةً فنيةً مهمة جدًّا بالنسبة لي، لأنه حقق أهدافي السينمائية من حيث الموضوع بشكل عام، والشخصية التي ألعبها خاصةً. قصة الفيلم جديدة تمامًا، وليست استكمالًا لأعمال قدَّمت نضال المصريين ضد الإنجليز، وكل مَن شاهده شعر بوجود مضمون جديد يجذب الجمهور، وهذا ما يُحسب للكاتب، فالسيناريو جذبني منذ الوهلة الأولى، لأن مضامينه الدرامية كافة جديدة وبعيدة تمامًا عن التكرار، لذا قررت خوض المغامرة مع شخصية “دولت فهمي”.
02
لماذا ترين أن “دولت فهمي” كانت مغامرة؟
على الرغم من أنها شخصية حقيقية، إلا أنها تعدُّ غامضة بسبب غياب كثير من التفاصيل عنها. قرأت رواية أحمد مراد، وأعطاني المخرج مروان حامد كتابًا للكاتب الصحافي الراحل مصطفى أمين، الذي يؤرِّخ لتلك الفترة لكي أتعرَّف على الشخصية، لكن لم يكن ذلك مجديًا، لذا كانت الشخصية بالنسبة لي مبنية من الورق، وهذا ما دفعني إلى رسمها في مخيلتي من حيث تكوينها العصبي، وشكلها الخارجي، واستخدامها يديها في التعبير عن رأيها، وطريقة مشيها، وعقدت جلسات عمل عدة مع المؤلف والمخرج للوقوف على الشكل النهائي للشخصية حتى خرجت بهذا الشكل على الشاشة.
03
بعض القرَّاء أكدوا وجود اختلاف بين رواية أحمد مراد وأحداث الفيلم، هل هذا صحيح؟
نعم، وهو أمرٌ طبيعي فالعمل السينمائي يجب أن يكون متشابهًا مع الرواية الأدبية، لا أن يكون نسخةً منها. بالطبع كانت هناك بعض المعالجات السينمائية من حيث إضافة شخصيات إلى سيناريو الفيلم حتى يتماسك النسيج الدرامي، والاستغناء عن بعض المشاهد مراعاةً للمدة الزمنية للفيلم، لكن دون أن يخل الأمر بالبناء الدرامي للعمل.
04
شاركتِ بطلَي “كيرة والجن” كريم عبد العزيز وأحمد عز في أعمال سابقة، صِفي لنا علاقتك بهما في كواليس الفيلم؟
العلاقة بيننا كانت أكثر من رائعة، فهما نجمان كبيران جدًّا على كل المستويات، الفنية والإنسانية، وكل المشاركين في العمل نجوم محترفون، وذوو خبرة، ويملكون قاعدةً جماهيرية عريضة، ما جعل الأمر ممتعًا وأكثر سهولة. دائمًا ما أسعى للعمل مع فنانين متمكِّنين من أدواتهم الفنية ولهم خبرتهم وأسلوبهم الخاص في الأداء، لأنني أرى أن التمثيل مثل مباراة كرة القدم، فإذا شاركت مع فريق مميَّز، فهذا يسهِّل عليك الفوز.
05
حملت عديدٌ من أعمالك توقيع المخرج مروان حامد، آخرها “كيرة والجن”، هل هناك “كيمياء” فنية تجمعكما؟
من الصعب أن أحصرها داخل هذا التشبيه فقط، فمروان حامد مخرج مريح جدًّا لكل فنان يتعامل معه، ليس لأنه مخرج “شاطر” وذكي فقط، بل ولأنه يعرف ماذا يريد من الفنان، كما أنه ملمٌّ بكل تفاصيل الحكاية وحتى الكومبارس وقطع الأثاث والإضاءة داخل الديكور. عندما كان يتوقف التصوير لانشغال الأبطال بأعمال أخرى، ويعودون للوقوف مجددًا أمام الكاميرا، كانوا يدركون تمامًا أن هناك “ترمومترًا” شديد الحساسية يقف خلف الكاميرا، لذا عندما تشاهدون العمل كاملًا تشعرون وكأنه تم تصويره خلال ثلاثة أشهر لا ثلاثة أعوام.
06
السواد الأعظم من أعمالك مكرَّس للدفاع عن المرأة العربية، هل ما زلت ترين أنها لم تحصل على حقوقها كاملةً؟
بالتأكيد. ولا أعلم السر وراء ذلك، ولماذا لم تحصل على كامل حقوقها على الرغم من تسليط الضوء على قضاياها في المجتمعات العربية، حتى بعد أن أثبتت قدرتها على تحمُّل المسؤولية، وتحقيقها نجاحات كثيرة في مختلف المجالات.
07
هل هناك اختلافٌ كبيرٌ بين قضايا المرأة والرجل؟
المرأة تواجه تحديات كثيرة مقارنةً بالرجل، فهناك قضايا عدة تخصُّ المرأة فقط، ومسكوت عنها، وهناك محرَّمات خاصة بالنساء. يجب أن نكسر حاجز الصمت، ونخترق لب تلك المشكلات. في اعتقادي أن السينما خذلت المرأة في مرحلة ما، ولم تنصفها، وعلى الرغم من أن الأمور تغيَّرت إلا أننا ما زلنا في حاجة إلى المزيد.
08
هند صبري الممثلة والمنتجة، كيف تتعامل مع هذين المجالين؟
يجب أن تكتب النساء قصصهن، ويدخلن مجال الصناعة، فنحن لدينا تحدٍّ ثقافي للتعبير عن قضايانا، فقصص المرأة أصعب كثيرًا من قصص الرجال، والمخرج مروان حامد كان لديه الشجاعة الكافية لتقديم شخصية نسائية في الجزء الثاني من فيلم “الفيل الأزرق 2”، وسلط الضوء على “دولت فهمي” في “كيرة والجن”. والمخرج الراحل محمد خان أيضًا كان أحد أبرز المخرجين الذين استطاعوا التعبير عن مشاعر المرأة بحرفية شديدة من خلال أفلامه مثل “بنات وسط البلد” و”أحلى الأوقات”. والدراما اليوم نجحت في طرح عديد من قضايا المرأة لكننا ننتظر الكثير من السينما.
09
عملك الجديد “في مهب الريح” هل يحقق لك هذه المعادلة؟
هو عمل مستوحى من السلسلة الدرامية الأمريكية الشهيرة The Good Wife، ومن إخراج أحمد خالد موسى، وتدور أحداثه في إطار من التشويق والإثارة حول زوجة المحامي العام الذي سُجن بعد تورطه في فضيحة فساد سياسي، ما دفعها للعودة إلى عملها السابق محاميةً للإنفاق على طفليها في محاولة منها لاستعادة حياتها ونجاحها المهني. العمل قريب جدًّا من الناس، ويوضح معاناة المرأة في مواجهة تحديات الحياة.