أيها الاتحاديون أفيقوا
الخطر يُحدق بالاتحاد من كل جانب، قرارات صدرت بإيقاف المدير التنفيذي، ومدير الفريق، وإيقاف اللاعب حمد الله، ومنع من التسجيل مقرونة بعقوبات مالية، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل إن هناك قضايا في دهاليز الفيفا، وأخرى في أروقة لجان اتحاد الكرة السعودي ما زالت تحت النظر، ونأمل من إدارة النادي التعامل معها بحكمة وروية بحيث ترتب الأولويات وفق ما تمليه مصلحة الكيان الاتحادي، فسداد المديونيات الآنية والوفاء بالمستحقات الفورية أهم من تحقيق المكاسب الوقتية.
والأمَرُ والأدهى، أن هناك صدامات اتحادية، اتحادية هذا يفرح للنيل من ذاك، وذاك يفرح لزعل هذا، ومساحات تنهال على طرف، وأخرى تندد بالطرف الآخر، والكل يبحث عن الانتصار لرأيه إلا من رحم ربي، وكأن مصلحة الاتحاد باتت آخر اهتماماتهم، وهناك منابر إعلامية اختارت أن تناصب العميد العداء، فلا هم لها سوى بث أخبار مسيئة للاتحاد حتى وإن كانت مغلوطة.
وفنيًّا فالتعاقدات لم تلامس تطلعات الجماهير ولم تقترب من المأمول، لاعب دون المستوى في الوسط، وآخر في الطرف أقل من المنتظر ومازالت مراكز القلق في الفريق شاغرة، ووسط ضغوطات الجماهير والرغبة الجامحة للإدارة في تحقيق بطولات في آخر موسم لفترتها نخشى أن تبرم تعاقدات تضخم المديونيات وتدخل النادي في قضايا جديدة.
الواقع أنني في عهد مضى، عند الشدائد كنت أذهب إلى منزل الشيخ إبراهيم أفندي - رحمه الله - فأجد كلمات تبعث على الاطمئنان (لا تقلق فنحن نتابع عن كثب ومتى ما استدعت الحاجة سنتدخل لإنقاذ الاتحاد)، أما اليوم فلا يوجد مصدر للاطمئنان، ولا يوجد كبير للاتحاد واختلط الحابل بالنابل، وبات الخوف على الاتحاد أكثر من أي وقت مضى.
حقيقة رؤيتي للشأن الاتحادي اختلفت عقب عامي التهديد بالهبوط ومن ثم هبوط الأهلي، وكنت أتمنى أن يكون ذلك خير رادع لكل من يسعى إلى تأجيج المشاعر وشق الصف الاتحادي بحثًا عن زيادة متابعين أو انتصارًا لرأيه وتوجهاته، ليعود إلى صوابه ويضع مصلحة الكيان في ناصية اهتماماته إذا كان بالفعل يكن ولو قليلًا من المشاعر تجاه عميد الأندية السعودية، فما يمر به الاتحاد وضع خطير يستوجب لم الشمل، وتكاتف الجهود، حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه، فأفيقوا أيها الاتحاديون، لأن الخطر يحدق بناديكم من كل جانب، فلا تزيدوا الحمل على هذا التسعيني الوقور حتى لا ينهار بأيادٍ اتحادية.