هيرفي
مجامل أم وفي
من حق الفرنسي هيرفي رينارد اختيار لاعبيه وفق احتياجاته الفنية، لكن اختياره 13 لاعبًا من نادٍ واحد أمر فيه مبالغة، ولن أقول مجاملة في ظل وجود لاعبين خرجوا من إصابات بالغة تحتاج التدرج في اللعب حتى الوصول إلى الجاهزية الفنية واللياقية، وهو الأمر الذي لن تجده في لاعب للتو عاد من إصابة الرباط الصليبي، ولم يشارك في مباريات تؤهله للعودة أو لاعب انقطع عن المباريات عدة أشهر من جراء إيقاف أو لاعب قضى أشهرًا في العيادة ولم يشارك سوى في دقائق من مجموع المباريات التي شارك بها.
نعم نثق في رينارد كمدرب ارتقى بالأخضر في المنافسات وتصدر دور المجموعات، لكن من حق المتابع أن يطرح أسئلة ما زالت إجاباتها غامضة سواء في معايير الاختيار للانضمام أو كيفية اختيار لاعبين بحاجة للوقت والتأهيل قبل دخول معترك منافسة صعبة ومباريات عالية المستوى ومع منتخبات شرسة أو لاعبين قدموا مستويات فنية ووجدوا أنفسهم خارج الاختيارات، وهو أمر يمثل صدمة لكل لاعب بذل جهده ونال الإعجاب، ليجد نفسه خارج الاختيارات.
أصوات خرجت بعد إعلان الأسماء أن الفرنسي قدر مشاركة اللاعبين الذين تأهل معهم المنتخب، وأراد ضمهم من باب رد الجميل والوفاء لمن أوصلوا الأخضر للنهائيات، وأرجو ألا يكون ذلك واقعًا، وإن كان ذلك صحيحًا فهو تقدير خاطئ ومجاملة مرفوضة لبعض اللاعبين، فحدث عالمي لا يليق بمدرب عاصر كأس العالم مجاملة أسماء لمجرد مشاركة سابقة، أما إذا كانت اختيارات الفرنسي مبنية على معايير فنية كما يروّج البعض، فما المانع أن يقدم لنا تلك المعايير التي طبقها، ليكون هؤلاء في الصفوف الأمامية للأخضر، وهم ما زالوا في مرحلة استشفاء وتأهيل من لدن أنديتهم حتى أن بعضهم لم يلعب سوى دقائق مع ناديه، فكيف بمعترك لا يقبل سوى اللاعب الجاهز فنيًّا ولياقيًّا وذهنيًّا.
السؤال الأهم ونحن على مشارف كأس العالم وبالتحديد 35 يومًا، هل بإمكان هؤلاء اللاعبين الوصول لمستوياتهم الفنية المعروفة للدخول في مباريات صعبة أو أنها تلك الاختيارات شابها نوع من المجاملة لا أقل ولا أكثر، وأرجو ألا تأتي إجابة بعد أشهر أو سنوات ويخرج لنا من يكشف المستور في الاختيارات، كما انكشفت لنا أسرار كانت طي الكتمان من لاعبين ومدربين على انضمام أسماء للقائمة في منافسات سابقة، ولعلنا نذكر بعض اللاعبين وكيف انضموا أو مدربين كما شاهدنا بالصوت والصورة للبرتغالي فينجادا ومارفيك وغيرهما.