2022-11-09 | 23:56 مقالات

فرحة لاعبي البرازيل.. وشكوكنا

مشاركة الخبر      

من شاهد الفيديوهات المنتشرة للاعبي المنتخب البرازيلي وهم ينتظرون لحظة الإعلان عن قائمة كأس العالم يجد فيها الكثير من الدروس والعبر، ويلمس مدى أهمية ارتداء قميص منتخب الوطن، ربما تكون لاعبًا كبيرًا، ثريًا، تقبض ملايين الدولارات سنويًا، ولكن قميص المنتخب له أهمية خاصة، مشاهد لترقب ودموع فرح غامرة.
على طرف آخر، أسماء كبيرة غابت عن منتخب البرازيل، على رأسهم فيرمينو، الذي يقدم مستويات مميزة مع ليفربول، لم تكن كافية لإقناع مدرب المنتخب لضمه، تمامًا كما فعل سكولاري في مونديال 1998، عندما رفض بإصرار ضم روماريو لعدم الجاهزية، لم يرحم بكاء النجم الكبير، واختار لاعبين صغارًا عليه.
قبل 28 عامًا، وأيام، ظهر الكثير من الأصوات التي تنتقد خيارات المدربين، ولكن لم نسمع بصوت ـ على الأقل - يتهم اتحاد الكرة البرازيلي بمحاباة لاعبين على حساب آخرين، لم يتهم أحد اللوبي الأحمر أو الأبيض في خيارات المدرب، انتقدوه شخصيًا لأنه هو المسؤول عن خياراته، وحاسبوه في نهاية المطاف.
في كرتنا، لم نصل لمستوى هذا النضج بعد، ما زلنا في طور التطور، لم يتبق على مباراة المنتخب السعودي والأرجنتين سوى القليل، وما زال هناك من يفتعل الضجيج حول تشكيلة المنتخب، ويشكك في المدرب واتحاد الكرة بشكل مقزز، لدرجة أنه بات يتشكل توجه جديد لدى البعض يتمنى خسارة المنتخب بنتيجة كبيرة لينتصر لرأيه، لم نتعلم أن نترك كل الخيارات في يد المدرب، ما زلنا نعتقد أن هناك سلطة أكبر هي من تتحكم في المشهد، لم يقنعهم أن المدرب اختار لاعبيه لأنه يعرفهم جيدًا، ويثق فيهم، وتشربوا أسلوب اللعب الذي ينوي اللعب به، ومن المؤكد أن اللعب أمام الأرجنتين غير اللعب مع أستراليا، حتى ولو لم يشارك ليونيل ميسي، الأفضل في العالم.
هل هم لا يفهمون ذلك؟ من يقول؟ لا أبدًا هم يعرفون، ومقتنعون بأن خيارات المدرب هي الأفضل، حتى ولو تجاوز لاعبًا أو اثنين، فالخيارات تتم حسب الخانات، لا الأسماء، لا نريد تكرار تجربة 2002 التي كان المنتخب يلعب فيها بالأسماء وليس خطة اللعب.
قد يكون سميحان النابت لاعبًا جيدًا، وكذلك عبد الرحمن غريب، ولكن هما كذلك أمام الوحدة والطائي، لا أمام بولندا والأرجنتين، المدرب يريد لاعبين يملكون الخبرة الدولية والتمرس للوقوف أمام عمالقة العالم. في تصفيات 2005 استبعد كالديرون محمد نور لعدم الجاهزية، وسأله أحد الإعلاميين، “كيف لا تقول إنه غير جاهز هو لاعب بالأمس مباراة أمام الرياض؟”، رد كالديرون: “أنا أستطيع أن ألعب أمام الرياض”، ربما في فهم هذه القصة ما يكفي.