بلجيكا
الفرصة الأخيرة
عادة تتوقف بعض المنتخبات المشاركة في كأس العالم وتعود من جديد لبناء جيل آخر بعد اعتزال عدد من لاعبيها، ويتسبب ذلك في تأخر عودتها للمنافسة، وهو أمر لوحظ في منتخبات عربية.
فالمنتخب الكويتي والجزائري والتونسي والمغربي والعراقي وغيرهم انتهت مسيرة نجومهم مع كأس العالم نتيجة وصولهم لسن لا تسمح لهم بالمشاركة، وبالتالي تعود لبناء جيل جديد يمكنه المنافسة، وهو وقت يأخذ سنوات خاصة مع نضوب المواهب، الحال نفسه تكرر مع منتخبات عالمية فالمنتخب الهولندي والإنجليزي وغيرهما غادروا مسرح المنافسات بعد جيل ذهبي.
في السنوات الأخيرة ظهر منتخب بلجيكا كقوة لا يستهان بها بإمكانها الوصول بعيدًا، نتيجة عدد من المواهب المنتشرة في عدة أندية كبرى، وبزغت أسماء يشار لها بالبنان لخطف إحدى البطولات الكبرى سواء أمم أوروبا أو كأس العالم، حتى أن الكثير راهن عليه، وبالفعل تصدر البلجيكي تصنيف الفيفا للمنتخبات لكنه مع ذلك خسر البطولات وتأرجحت مستوياته في المشاركات وخيب الآمال رغم الأسماء اللامعة التي احتضنها بدءًا من الحراسة حتى المهاجمين.
يمكن القول إن المنتخب البلجيكي بجيله الحالي أمامه فرصة ذهبية ومهمة كبيرة لصناعة التاريخ واستعادة النجوم لبريقهم قبل الوداع النهائي، فالمونديال الحالي سيكون آخر عهد لهم في المشاركة العالمية والتي لن يجود الزمان بمثيل لهم إن لم يحققوا آخر مشاركة لهم، فأعمار لاعبيه هازارد وبروين وكورتوا ولوكاكو وكاراسكو لن تساعدهم على خوض مونديال آخر، لينتهي جيل ذهبي مرَّ على منتخب بلجيكا دون بطولات، فالبوادر تقول إنه مع نهاية الجيل الحالي سيختفي المنتخب البلجيكي، وقد ننتظر عقودًا حتى يلتئم جيل جديد في مختلف المراكز يمكنه مقارعة المنتخبات، أما أسباب خروجه خالي الوفاض مع جيل النجوم فيبدو أن اختيار الكادر التدريبي سواء الإسباني مارتينيز أو من سبقه لم يستطع إدارة مثل هؤلاء النجوم بالشكل المثالي ليصعدوا منصات التتويج.
وبالمناسبة هناك هاجس كبير لمنتخبات مشاركة تخطت أعمار لاعبيها العمر الافتراضي للعب في كاس العالم 2026 وستعاني من افتقاد لاعبيها الحاليين سواء بالاعتزال الدولي أو تصاعد أعمار لاعبيها وسيلحقها الدور في البقاء سنوات خارج المشاركة أو المنافسة وحتى بعض المنتخبات العربية إن لم تتدارك ذلك مبكرًا واستبعد منها المنتخب السعودي للاستقرار التدريبي ولوجود وفرة لاعبين صاعدين أكفاء يعوضون نهاية بعض اللاعبين الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين.