2022-11-20 | 23:11 مقالات

كأس العالم والمال

مشاركة الخبر      

عندما تشاهد كأس العالم، وتشاهد حجم متابعتها حول العالم من أقصاه إلى أقصاه، حوالي 4 مليارات إنسان متابع، تعرف أن الرياضة هي أسرع وسيلة للوصول إلى عقول المشاهدين أو المتابعين، سواء كانت عبر العين أو عبر السمع، أو عبر الإيحاء، أو عبر الطرق المباشرة، كل هذه الطرق تكوّن حجم معلومات ضخمة تصل إلى متابعي كأس العالم، وهذه المعلومات مختلفة باختلاف أذواق المشاهدين، ولكن هناك عالم الأعمال أو عالم التجارة بأنواعها والذي تتسابق إليه الشركات حول العالم لرعاية كأس العالم بجميع طرق الإبداع التي تملكها.
كأس العالم في قطر مقصد شركات العالم، فتجد الرعايات موزعة كرعاة للفيفا، ورعاة لكأس العالم وداعمين، رعاة محليين للبلد المنظم ومن القارات الأخرى، عدد هؤلاء الرعاة 24 راعيًا، جل هؤلاء لهم أهدافهم التسويقية والاستثمارية، والتي يجعلون من كأس العالم مكانًا لتعزيز الصورة الذهنية لشركاتهم وتبلغ رعاياتهم حوالي 2 مليار دولار، وهناك رعايات تتعلق بالبث، وهي كبيرة جدًا برعايات البث، فحجم مبالغها حوالي 2.7 مليار دولار.
أما ما يتعلق برعاية المنتخبات المشاركة فهي تنقسم إلى عدد من الأنواع، سأذكر أهمها وهو رعاية القميص الوطني للدول، وعدد الشركات الموجودة في كأس العالم 9 علامات تجارية تتصدرها نايكي وبعدها أديداس، وهناك أيضًا رعاة لكل منتخب سواء رعاة عالميين أو رعاة محليين، حيث إن رعاة المنتخب السعودي كالتالي: بيرين، نايكي، هنجرستيشن، مايسترو، بدجت، البنك الأهلي السعودي ورعايتهم تقارب 100 مليون ريال سعودي.
في كأس العالم تتحرك المبيعات في جميع الدول المشاركة باستخدام العلامة الخاصة بكأس العالم في الكثير من المنتجات، ويتم الترويج لها متضمنة اسم ولاعبي المنتخبات داخل دولهم، وهذا مصدر مالي ضخم يضاف إلى الأرباح التي تحققها المنتخبات التي تأهلت إلى كأس العالم.
كأس العالم كرنفال يقام كل أربع سنوات، تتنافس الشركات للحصول على جزء من الكعكة الخاصة به لتحقيق الأرباح، لذا لا بد أن نرى تأثيره اقتصاديًا على الدول التي نظمته من خلال الارتقاء بالإجراءات والبنية التحية والخبرات ومن خلال أيضًا التأثير السياحي على الدولة خلال كأس العالم وما بعدها، وهذا انعكاس بالإيجاب على عدد من الدول كالبرازيل وكوريا واليابان وجنوب إفريقيا، وسينعكس على قطر بإذن الله لأن ما نشاهده من إبداع في جميع النواحي نفخر به كخليجيين ونعتز به لأنه انعكاس جميل لنا جميعًا.