البوصلة
تغيّرت
أظهرت مباريات كأس العالم الحالية، المقامة في قطر، البون الشاسع، الذي كان يفصل بين الكرة الأوروبية واللاتينية من جهة، وباقي أصقاع الكوكب من جهة أخرى، وأصبحت الفروقات ضئيلة جدًا، وبالإمكان تجاوزها بالروح والقتالية والرغبة والإصرار.
وقد أظهرت القارتان الإفريقية والآسيوية قدرة كبيرة، وجموحًا عاليًا في مقارعة الكبار والتفوّق عليهم، فالمغرب مثلًا وصلت حتى الآن لدور الثمانية بعد أن تصدّرت مجموعة تضم بلجيكا وكندا وكرواتيا بفوزين وتعادل مع وصيف بطل العالم في النسخة الماضية، ثم تجاوزت إسبانيا في دور الستة عشر،
والمنتخب السعودي أظهر شخصية قوية، وأبهر العالم، بعد فوزه على الأرجنتين بقيادة ميسي، وسيطرت على بولندا، لولا الأخطاء الفردية من ضياع ضربة جزاء، ومن خطأ بدائي، وضياع العديد من الفرص السانحة للتسجيل.
واليابان استطاعت أن تتأهل بعد فوزين مثيرين على ألمانيا وإسبانيا، رغم كارثة الخسارة من المتواضعة (كوستاريكا) وقد خرجت من دور الستة عشر بركلات الترجيح، رغم تقدمها وأفضليتها، وكوريا الجنوبية تأهلت أيضًا بعد تعادل وفوز مثير على البرتغال قبل أن تخرج برباعية البرازيل وإيران، رغم سداسية الإنجليز، نجحوا بالفوز على ويلز، وتحسين الصورة، وتونس نجحت بتحقيق فوز تاريخي على فرنسا، وتعادل مع الدنمارك، والكاميرون حققت فوزًا تاريخيًا على البرازيل، رغم خروجها، والسنغال رغم افتقادها لنجمها الأول ساديو ماني تأهلت بجدارة وخرجت على يد فرنسا.
ومما يدل على تضييق الخناق على الفوارق الفنية السابقة أن المباريات في مجملها شهدت تقاربًا في المستويات والسيطرة والقدرة على الوصول لمرمى المنافسين، ولم يستطع منتخب من التأهل بتحقيق العلامة الكاملة، بل وتلاشت السيطرة المطلقة والنتائج الكبيرة سوى في ثلاث مباريات إحداهما لا يستشهد بها لأنها بين منتخبين أوروبيين. لذا وجب على صناع القرار في القارتين وضع هذه المشاركة نموذجًا حيًّا يتم من بعده البناء الأفقي.
(لمحة)
يا أيها العمر السريع خذلتني
ووضعت أحمالًا على أحمالي
خذني إلى عمر الصغار لأنني
لم أنتهِ من ضحكة الأطفالِ