نجاح المغرب «مُلهم»!
بدايةً دعواتنا للمنتخب المغربي الشقيق الليلة بالفوز والتأهل لنهائي كأس العالم، وعند الحديث عن الإنجاز والعمل الناجح عليك أن تأخذ منتخب المغرب العربي الشقيق أحد نماذج تطور كرة القدم من خلال الفكر والتخطيط والنجاح حتمًا حليفك، حتى لو لم يتوفر لك إلا المال القليل كحال الأشقاء في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بقيادة رئيسها السيد فوزي لقجع.
منتخب المغرب بأبنائه فقط صنعوا التاريخ لبلدهم في كأس العالم 2022م في قطر، وسطروا أجمل الملاحم وهم يجندلون المنتخبات الأوروبية العريقة واحدًا تلو الآخر دون مبالغة ولا تعالٍ ولا تطبيل لمسؤولي الرياضة في المغرب الشقيق، بل تركوا أعمالهم تتحدث عنهم بكل فخر واعتزاز وتقدير الجميع.
منتخب المغرب أصبح نموذجًا يُحتذى به ومُلهم لأي اتحاد قدم عربي يبحث عن تطوير لعبة كرة القدم بشكل احترافي وعلى أسس صحيحة، وما تحقق لمنتخب المغرب لم يأتِ صدفة أو حظًا، بل هو نتاج عمل والديمومة في تحقيق الانتصارات والأداء الفني الرفيع، والروح العالية لم تأتِ نتيجة فورة حماس بسبب “مكافآت” فوز أو وعود، إنما هي نتيجة لعمل ناجح ودليل قاطع على تطور كرة القدم المغربية وبدون “بهرجة” إعلامية أو مؤتمرات صحفية..!
التخطيط في كرة القدم “سهل”، إذا أوكل الأمر لأهله وهو ينقسم إلى قسمين:
قصير المدى “سنة” وطويل المدى من “5 ـ 10” سنوات، وهو ما حدث في المغرب وأصبح هناك بون شاسع بين طموح الأشقاء في المغرب بالتأهل لنهائي كأس العالم، وطموح الآخرين بتحقيق فوز لا يسمن ولا يغني من جوع أو تأهل للدور التالي..!
الرياضة في دول الخليج حصلت على دعم غير مسبوق من حكوماتها خلال العقد الأخير، وخصصت المليارات لدعم الرياضة بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، إلا أن النتائج لم تواكب هذا الدعم اللامحدود لا في بطولة كأس العالم ولا في الدورات الأولمبية باستثناء ما يتم تجنيسه من اللاعبين الجاهزين، وهو عمل رغم إيجابيته إلا أنه لا يأتي نتيجة تخطيط لصناعة بطل أو أبطال مواطنين..!
وزارات الرياضة في دول الخليج تحتاج إلى نهضة تنتشلها من وضعها الحالي الذي لا يتناسب مع الإمكانات التي تتوفر لها بالذات في دول السعودية والإمارات وقطر، وعلى المسؤولين في الرياضة في تلك الدول العمل على إعادة الهيكلة والتخطيط لمستقبل الرياضة في الخليج العربي التي تفوقت دولها دوليًّا في مسارات عدة منها السياسي والاقتصادي والعلمي والثقافي، وبقي المسار الرياضي متخلفًا عن الركب بشكل لا يمكن قبوله في هذه المرحلة التي تشهد تطور وتقدم في مختلف المجالات.
وعلى دروب الخير نلتقي.